أراء حرة
23/12/2011 - 07:02:20 am
اسـمـك بـاقٍ مـا بـقـيـت مـدارسـنـا بقلم سـهـيـل جـمـيـل الـحـاجّ
موقع الغزال
لم أكن من طلابك، لكنني عرفتك جارًا أعتزّ بجيرته، وعرفتك معلمًا في مدرسة عبلين الثانوية الأولى في سنوات السبعين من القرن الماضي . كنت شعلة ذكاء وهمّة، أحببتَ عملك وأجدته، وكنتَ المعلم في سنوات افتقرت إلى معلمين مثلك. لم تبخل على أحد بعلمك وانطلقت تدرّس موضوع الرياضيات في عدة مدارس وقرى في المنطقة والمدن المجاورة.
كنتُ أعمل سكرتيرًا للمدرسة الثانوية الأولى، وكنتُ شاهدًا أكثر من مرة على مباريات بين المعلمين لحلّ مسألة رياضية معقدة. وأذكر مرة كيف قال المعلمون إن مسألة ما لا حلّ لها! وكنتَ دائمًا صاحب الحلّ المبدع .
أجل، كنتَ مبدعًا وأخذت على عاتقك تأليف كتب الرياضيات حين عزّت الكتب. وكان هدفك سدّ هذه الثغرة في المدارس، وكثيرون من أصحاب الشهادات الجامعية العالية اليوم يعترفون بفضلك في معرفتهم للرياضيات.
كانت ضحكتك تجلجل في كل مجلس تشارك فيه، وروحك الخفيفة تضفي على الجلسة جوًّا من المتعة والرزانة في آن واحد. كنت نعم الجليس والأنيس. وكما كانت ضحكتك قوية، كانت قبضتك حين تصافح وترحب بنا أقوى بكثير؛ فالرياضة عندك لا تقل أهمية، تعطي النصائح بممارسة الرياضة اليومية لأنها تصفّي الذهن وتقوّي الجسد كما كنت تقول دائمًا.
يعزّ عليّ أن أتحدّث عنك بصيغة الماضي، لكنك باقٍ ما بقيتْ مدارسنا، فتراثك منارة لنا وللأجيال القادمة، ويكفينا فخرًا أن نقول إنّنا من الجيل الذي عاصرك وعرفك معرفة شخصية قوية، وأنا على يقين أنّنا سنذكرك حين نقف قاصرين عن حلّ مسألة رياضية، فقد كنت الكتف التي عليها نتّكئ.