X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
14/03/2015 - 12:11:54 am
بين السماسرة والقراصنة يضيع الفلسطيني

هو عصر ضياع  أو زمن تيهٍ بين قراصنة البحر و سماسرة الهجرة الذين يتحركون بحرية منذ زمن طويل، دون ردع او رادع ، واذا كان مفهوماً أن القراصنة تحركهم الرغبة بتكوين الثروات ، فإن السماسرة الذين هم بعضٌ منا يحركهم ليس فقط الرغبة في تحقيق الربح المادي، بل و بحكم النتيجة هم عملاء يحركهم عدو الوجود الفلسطيني مهما كان و ايا كان .

واذا كان مفهوماً أن القراصنة هم خارج الارادة الفلسطينية، اي انهم يتحركون في مناطق بعيدة عن متناول اليد الفلسطينية، فإن ما لم يعد مفهوماً و تالياً لم يعد مقبولاُ هو هذا الصمت المطبق الذي تمارسه القوى النافذة في المجتمع الفلسطيني، من منظمة التحرير الى القوى الاسلامية والتحالف، هو صمتٌ مكروهٌ ومدان وغير مبرر باي شكل من الاشكال، ذلك انهم بحكم الامر الواقع ، قيادة تحظى ب"الشرعية"، و تحظى بالاعتراف من كافة اطر المتجمع المحلي والخارجي.

وعلى هذه القيادة ان تدرك بعين العقل، أن استمرار هذه المهزلة إنما يصب حكماً في خانة تصفية الوجود الفلسطيني، وهو الهدف الذي نسمعه كل يوم في الخطابات الكثيرة لقيادة الفصائل، لكن هذا التهافت في الخطاب السياسي الفلسطيني، البعيد عن الواقع ، هو خطاب مستهلك لا يجد أي اذن تصغي اليه لدى الجماهير الفلسطينية، التي لا تريد الا خطابا صادقا و ممارسة امينة تستطيع تقديم اجابات حقيقية لهذه المعاناة التي يعيشها الانسان الفلسطيني.

ان حفظ الوجود الفلسطيني ليس مجرد كلام يقال هنا او هناك في وسائل الاعلام ، والحديث عن الخطر الذي يتعرض له الوجود الفلسطيني ايضاً ليس مقبولاً ان يظل مجرداً من الافعال ، فتفريغ المجتمع الفلسطيني هو انهاء للوجود الفلسطيني بالشكل والمضمون. ولو اننا تبعنا الارقام لوجدنا أن عدد الفلسطينيين المقيمين في لبنان كان في السبعينات 550 الف فلسطيني و تراجع الى 400 الف في الثمانينات، ثم 300 الف في التسعينات وهو الان في يزيد قليلا عن ال200 الف فلسطيني، فهل سيبقى هناك  مجتمع ندافع عنه او نحفظ وجوده في العشر سنوات القادمة.

في العشر سنوات السابقة، كنا نسمع اجابة واحدة عن الهجرة ، مفادها اننا لا نستطيع ان نمنع الهجرة، فالاوضاع التي يعشها الفلسطيني في لبنان، وكل القرف الذي يظلله، هي مبرر لاي فلسطيني للهجرة، وهو كلام سليم ، غير انه ناقص، والتشخيص الناقص لا يؤد الى علاج سليم، كما انه تحليل اصبح يستخدم كمبرر لتبرير العجز القيادي.

وحقيقة الامر ان هناك سبباً اساسياً  نتهرب من اجاباته، وهو سبب فلسطيني لانه يتعلق بالضعف الفلسطيني ، الذي  يطال كل المستويات، السياسية ، الاجتماعية، الثقافية، التربوية والاقتصادية، وهو ما يؤدي الى انعدام الافق وما يلحقه من غياب الامن والامان ، دون ان نسقط من اعتبارنا عنصر الاحساس بالكرامة الشخصية والجمعية الذي يتهتك بفعل الحواجز المحيطة بالمخيم والاجراءات المتشددة، والاعلام المتحيز والعنصري الذي يرسخ حالة الكامبوفوبيا .

والقيادة الفلسطينية امام امتحان كبير، وليس مطلوباً منها في هذه اللحظة ان تمنع الهجرة ، فرحم الله امريء عرف قدره فتوقف عنده، المطلوب منها ان تسدي قسطها للعلى وان تفعل شيئاً  يثبت جديتها وجرأتها، وإن كانت غير قادرة على تحقيق الحقوق المدنية والاجتماعية فإنها بالتاكيد قادرة على حفظ الامن والامان الداخلي، و قبل هذا      وذاك، فإنها قادرة على ردع السماسرة مهما كانوا ومهما كان الغطاء الذي يتمتعون به ، هذا على فرض انهم ضد ان يتحول شبابنا الى العوبة  بين القراصنة والسماسرة .





Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت