X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
04/04/2020 - 01:02:55 am
حرب الكورونا القادمة في سوريا؟ بقلم أ. د. مكرم خُوريْ – مَخُّول

حرب الكورونا القادمة في سوريا؟ بقلم أ. د. مكرم خُوريْ – مَخُّول

 

تدعى هذه المقالة ان بعض مخططي وممولي ومنفذي الحرب الإرهابية على الجمهورية العربية السورية والتي دخلت عامها العاشر قد “يسهلوا” انتشار فيروس الكورونا في سوريا في الأسابيع والأشهر القادمة كجزء من حربهم العامة والتي انتهت بفشلهم بأساليبها العسكرية التقليدية منذ أكثر من عام وذلك في محاولة لتقويض او على الأقل اضعاف الدولة السورية وليحققوا بذلك ما لم يحققوه في سنوات الحرب محاولين أيضا ‘اصطياد’ بعض الشرائح المجتمعية (أكبر عدد من اللاجئين السوريين والفلسطينيين في مخيمات اللجوء) في لبنان المجاور.

في الرابع عشر من آذار 2020 وعندما وصل تأثير الفيروس الى ذروته في الصين (وإيران) وقبل انتشاره بنسبة ملحوظة صرحت في برنامج ‘مسائية’ قناة ‘الميادين’ المتلفز ان مصيبة انتشار الكورونا هي ليست ازمة وباء وانما حرب. وقد تكون ‘بروفا’ لحرب عالمية بيولوجية رابعة ليس بالضرورة اثنية – قومية؟.

لن اتطرق في هذه المقالة الى مسألة ما إذا كانت قد تمت هندسة فيروس الكورونا في المختبر ام لا (وهذا نقاش بين الخبراء وله منشورات علمية متعددة) او إذا ما تم تسرب الفيروس من مختبر عن طريق الخطأ او مع سابق التخطيط والإصرار؛ الا انني اقول وبعد رصد الأبحاث العلمية ومشاهدة لتطور انتشار فيروس الكورونا عالميا ومنذ ثلاثة شهور انه بالإمكان تقسيم الدول التي ينشط فيها الفيروس الى الفئات التالية:

1. الدول الكبيرة التي تدير حملة حرب الكورونا بشكل مهني اعلاميا ومنذ مطلع آذار الماضي.

2. الدول التابعة (الملاحق) للدول التي تدير الحملة وما اعتقد انها مخطط كوني – كما ورد في البند الأول.

3. الدول المتروكة في ‘الظلام’ وكل ما فيها ان تفعله هو عدم الاكتراث ولو إعلاميا (بالأعمال الشريرة التي ممكن ان تقف وراء انتشار الفيروس) والتركيز على اجراءات وقائية ضد انتشار الفيروس.

4. الدول (والمناطق) المستهدفة التي قد يتم تسهيل دخول وانتشار الفيروس فيها للتخلص من مواقفها السياسية او الصراع السياسي-العسكري المسلح والذي دام طويلا ‘وأصبح مكلفا…او المساس باقتصادها عبر ضرب سياحتها.

اثناء كتابة هذه المساهمة كانت في سوريا ثمان حالات وحالتي وفاة وكانت قد فرضت الحكومة منع تجول من الساعة السادسة مساء.

وكانت قد وصلتني في الأسبوع الأخير من شهر آذار رسالة صوتية مسجلة من طبيب (مسؤول) في سوريا وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي يدعى فيها ان فيروس الكورونا سينتهي في نهاية آذار – مطلع نيسان. اضافة الى ان هذا التقييم خاطئ فهو يستند بالأساس على ‘الفوبيا’ التي ترافق انتشار الكورونا – وبالتحديد حملات التخويف وزرع الهلع وليس على معلومات علمية حول انتشار الفيروس في الدول المختلفة في العالم.

اعتقادي انه كما كانت إيران دولة مستهدفة (وهذا لا يقلل من مساهمة العادات الاجتماعية في عدم الحد من انتشار الفيروس) فكذلك ايضا ستكون سوريا عرضة وكذلك السوريين (والفلسطينيين) في لبنان مستهدفين في هذه الحرب البيولوجية.

منذ عقدين يتم الحديث (بحثيا علميا وشعبيا) عن امكانية حدوث حرب فيروسية – بيولوجية بمنابر ووسائل مختلفة ومن قبل شخصيات علمية او مالية مختلفة وغالبية العالم (ليس العلماء) كانت تظن ان هذا الحديث هو ضرب من الافلام او الأوهام!

ولذلك وبما ان حرب الكورونا الان اثبتت ان هذه الحرب الفيروسية هي واقع، فلا يسعني الا ان احمل ما قاله السفير الأمريكي الأسبق لدى البحرين آدم إيريلي في تغريدة على تويتر يوم الاول من نيسان 2020 في محمل الجد وليس في اطار ‘زرع الخوف’ اذ جاء في تغريدته ما يلي:

 “إن كنتم تعتقدون أن نيويورك لديها مشكلة، فانتظروا فقط حتى يضرب فيروس كورونا الجديد الملايين من النازحين واللاجئين في سوريا ولبنان والعراق واليمن وليبيا (وكينيا) وغزة”  “

ووصف إيريلي هذه الدول بأكثر المناطق “كثافة سكانية على الأرض وبأن التباعد الاجتماعي مستحيل فيها وبأنها تعاني من فشل بجهود التعقيم وبأن الرعاية الصحية بأدنى مستويات.. وأنها من حيث تأثير الكورونا هي عبارة عن “قنبلة موقوتة”. “

وتأتي تغريدة إيريلي، الذي شغل في الماضي ايضا منصب نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية سابقا، كتعليق على تغريدة للجنة الصليب الأحمر في نيويورك، والتي قالت فيها: “الانتصار على الجائحة يكمن فقط عندما تجتمع الدول والوسائل والموارد معا لاحتواء ومحاربة انتشار الفيروس.. هذا هو الطريق الوحيد للسير قدما”. “

صحيح انه ولغاية الان نسبة الكورونا طفيفة للغاية في سوريا. الا ان امكانية ان تقوم جهة معينة بتسهيل ايصال ونشر الفيروس في مناطق مختلفة من الجمهورية العربية السورية ليس بالأمر الصعب وان مناطق شرق الفرات والشمال المحتلين من القوات الغازية الامريكية والتركية اضافة الى الصراعات مع المجموعات الكردية المسلحة والارهابيين تجعل احتمال بدء الانتشار المتعمد في سوريا امرا سهلا. فبالإمكان ارسال بعض الطائرات المسيرة الصغيرة لتنفيذ هذا المخطط – الكابوس. وكما استعمل الارهابيون ومشغليهم المواطنين الابرياء العزل دروعا بشرية، فبإمكانهم نقل العدوى بعدد صغير من الارهابيين ‘والتضحية’ بهم وبالعملاء والعاملين في وسائل النقل والذين يخدمون جهات عدة ويمرون من منطقة الى منطقة لنقل وانتشار الفيروس!؟

قد تكون هناك محاولة أيضا لزرع ونشر الفيروس في اوساط الجيش العربي السوري او بعض القادة المهمين في سوريا ولكن الهدف الاسهل لربما هو زرعه ونشره في اوساط اللاجئين والنازحين السوريين في سوريا وفي لبنان وبذلك خلق ازمة انسانية تزاوجها حملة دعائية ضد الحكومة السورية واتهامها بجرائم حرب بينما يكون الهدف التخلص من أكبر عدد من اللاجئين السوريين في أكبر عدد ممكن من المناطق الجغرافية لتخلص من كلفتهم الاقتصادية. كما قد يحصل انتشار لفيروس الكورونا في مخيمات اللجوء في لبنان وفي تلك التي تأوي لاجئين سوريين. اما بالنسبة لمخيمات اللجوء الفلسطيني فقد وردت

تصريحات لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والتي انتقد فيها إجراءات الحكومة اللبنانية للحد من انتشار فيروس كورونا مطالبا اياها بإغلاق المخيمات الفلسطينية في لبنان.

بينما سجلت سوريا قبل شن الحرب عليها مطلع عام 2011 اكتفاء ذاتيا إذ كانت صناعة الادوية قطاعا ناجحا ليس من الخطأ الافتراض ان بلدا مستنزفا بشريا وماليا وعسكريا وصحيا (قصف وتدمير مستشفيات) من حرب طويلة ان يكون عرضة او فريسة سهلة لانتشار الكورونا رغم ان البنية الديمغرافية والمكونة غالبا من الشباب قد تشكل جودة مناعتهم فيها جدارا واقيا امام القوة الفتاكة للفيروس.

فقد وفرت (في الشهر الأخير) ما تم تسميتها ولمدة عقود بالدول الاوروبية المتطورة امثلة مذهلة على عدم استعدادها لتوفير ابسط المواد الطبية مثل ‘جيل الكحول’ لتعقيم الايدي والكمامات والقفازات المعقمة ناهيك عن عدم استطاعتها توفير الكمية اللازمة لأجهزة التنفس واجراء فحوصات الاصابة بالكورونا وتوفر ‘مسحات القطن الطبي’.

 اضافة الى ان الاعتداء على مصادر المياه والينابيع في سوريا من قبل الارهابيين ورغم اعادة السيطرة من طرف الدولة على غالبيتها سببت بتقليل توفر المياه النظيفة (في كل مكان) لكي تتوفر الفرصة لغسل اليدين (بالمياه الساخن والصابون) بوتيرة عالية اضافة الى ان التباعد الاجتماعي (لعدم انتشار العدوى) في بعض المجتمعات والتجمعات العربية قد يكون صعب التنفيذ.

ولكن بالمقابل، ورغم هجرة العديد من الاطباء السوريين الا ان البعض الاخر بقي في وطنه وخدم وما زال يخدم ابناء شعبه بإخلاص وتفاني كما واكتسب الكثير من الخبرة الطبية التي لا تضاهى من وخلال الحرب مما قد يجعل المعرفة الطبية لديه عالية (في سوريا). و

الوجود الروسي غرب سوريا بالتحديد قد يكون عاملا مساعدا في حالة انتشار الوباء لكنه لن يكون كافيا.

اما الحصول على معلومات وتعاون في مجال مكافحة الكورونا مع ومن الصين والتي تعتبر شقيقة لسوريا قد يكون عاملا  حاسما في إطار الواجب الاستراتيجي ولا اعتقد ان عدم توفر الميزانيات لشراء المعدات وبالكم المطلوب ستشكل تحديا كبيرا.

ان تعاون المواطنين مع الدولة واجهزتها الطبية والمهنية والتوعوية من شأنه الحد من انتشار فيروس الكورونا وبالتحديد عندما تقوم الدولة بالعمل على حماية المواطنين و”عدم التوقيع على الاشتراك في نموذج التخلص من الشرائح الضعيفة والمتقدمين في السن” كالذي يحصل في بعض الدول الاوروبية حاليا، اذ وبسبب شح الادوات والمعدات وبقية المستلزمات الطبية يتم وضع الاطباء في وضع غير اخلاقي يضطرون فيه العمل على انقاذ الغير متقدمين في السن على حساب المتقدمين في السن والشرائح الضعيفة.

مما لا شك فيه ان التكاتف الاجتماعي والتعاضد بين المؤسسات المختلفة كوضع وزارة الأوقاف مؤسستي “دار الأمان” في كفر سوسة والمرجة بدمشق والمجهزتين بألف سرير تحت تصرف وزارة الصحة إضافة الى وضع جميع المبرات الإسلامية بكافة المحافظات تحت تصرف وزارة الصحة بحال اقتضت الضرورة للحجر الصحي أمر مساعد جدا ويبقى السؤال إذا ما كان بالإمكان توفير القوة الطبية والتمريضية الكافية مثل طلاب كليات الطب والتمريض والمتطوعين لهذا العدد؟

انه على الدولة السورية التي اثبتت صمودها الأسطوري في الحرب الكونية عليها الا تضيع فرصة التصدي لمحاولة الهجوم عليها ‘كورونيا’  – واعتقادي ان هذا سيناريو محتمل. فبعيدا عن البيروقراطية المتكلسة، وذات الدينامية البطيئة في رد الفعل، وغير الخلاقة في ادارة الازمات على القيادة السورية  أخذ الموضوع بأقصى درجات الجدية والمهنية ووضع برنامج شامل بالتعاون مع الكوادر الصحية وبقية المؤسسات والمواهب والمهنيين السوريين للخروج باقل نسبة اضرار.

(* اكاديمي ومدير المركز الأوروبي لدراسات التطرف – كيمبريدج، إنجلترا)




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت