X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
27/04/2020 - 05:01:31 pm
الإيمان في عهد الكورونا بقلم شاهين نصار

الإيمان في عهد الكورونا

إحتفلنا قبل أسبوعين بعيد الفصح المجيد وحدنا... أنا ووالداي، دون أشقائي ودون الأحفاد الكثر، الذين يجلبون الفرحة لكل جمعة عائلية وكل مناسبة.. الجَمعة كانت صغيرة ولكن الوجبة كانت لذيذة والرفقة طيبة... بات والداي بمرحلة الشيخوخة، ولهذا السبب بالذات قررت العائلة وبتوافق أن يكون اللقاء العائلي الاحتفالي بمناسبة العيد عبر تطبيقات الكترونية شتى، فاستخدمنا تطبيقات "زوم" و"واتس اب" للمحادثات العائلية ولتبادل التبريكات.

لم تعقد صلوات العيد في الكنائس ورغم قرع أجراس الكاتدرائيات في حيفا ويافا (احتفلت بعيد الفصح مع الروم الأرثوذكس أيضًا في يافا)، ولكني شاهدت مقاطع مصوّرة ومنها المنقولة ببث مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتلاوة الصلوات بشكل عمومي جدًا عبر مكبرات الصوت التي صدح صداها عبر سيارات جالت في شوارع حيفا وأزقتها. وكذلك جالت سيارات مع مكبرات صوت تبث صلاة العيد في يافا.

اليوم أيضًا طاف تمثال سيدّة جبل الكرمل، في طلعة العذراء التقليدية السنويّة عبر شوارع حيفا، وطاف ولربما لأول مرة بمسار غير تقليدي، بين شوارع وادي النسناس والهدار وعباس، وصولًا إلى دير مار الياس وبازيليك العذراء مريم سيدّة جبل الكرمل. 

من المؤسف جدًا رؤية الناس الذين خرجوا الى الشوارع للتبركّ من العذراء. فكانت مكبرات الصوت تنادي الناس للاستمرار بالبقاء في المنازل وعدم تعريض نفسهم لخطر وباء الكورونا، بالطبع أن الناس لم يسمعوا. والمؤسف أكثر مشاهدة الحركات الكشفية تخرج لتستقبل المسيرة في أعلى الجبل. ومن المؤسف أيضًا المشاهد في القدس العربية حيث خرج المصلون المحتلفون بفيض النور السبت قبل الماضي. 

قد يكون صحيحًا أن الموجة الأولى من وباء الكورونا باتت من ورائنا، لكن الموجة الثانية لا تزال مجهولة المصير، إن حدثت. خطر وباء الكورونا لا زال محدقًا بنا وبالجميع. سيكون من المؤسف جدًا فيما لو أصيب أحد ما بالمرض جراء خروجه من المنزل للاحتفال بقيام السيد المسيح وتغلبه على الموت. وكل عام والجميع بألف خير.

الأمر سيان بالنسبة للمسلمين من أبناء شعبنا. بادئ ذي بدء، كل عام وأنتم بخير، ونتمنى لكم صيامًا سهلًا ومقبولًا خلال هذا الشهر الفضيل، اعاده الله علينا وعلى الجميع بالخير والبركة والسلامة (وهي مهمة في هذه الفترة بالذات).

أسمع في الفترة الأخيرة، العديد من المؤمنين الممتعضين من عدم تلاوة الصلاوات في وقتها، وقرار منع التجمهر الذي يحدّ من امكانية تنظيم صلاوات التراويح، وتنظيم موائد الافطار الجماعية التي عهدناها في شهر الخير والعطاء. وحسن فعل عدد من الشيوخ الذين خرجوا بنداءات للصائمين بالالتزام في منازلهم والافطار في موائد تجمع العائلات المصغرة فحسب. لا حاجة للعزائم والولائم التي تجمع العائلات الكبرى، رغم جمالية هذه التجمعات والجَمعات ودورها الاجتماعي الهام، ففيها تعزيز الروابط والألفة والتعاضد والأخوّة بين أبناء مجتمعنا. 

لا اعتقد أن الله سيحزن أو يزعل أو يغضب إن التزمنا بتلاوة صلاوات الأعياد والصلاوات خلال هذا الشهر الفضيل في منازلنا، فهو فهيم (أليس هذا من أسماء الله الحسنى؟) ويتفهم الأوضاع التي فرضتها علينا الكورونا، وعلى جميع أبناء آدم.

لست من كبار المؤمنين، ولكني أرى أنه من المناسب أن أورد هنا قصة حكاها والدي لي خلال هذه الفترة بالذات، وراقت لي جدًا.

يحكى عن شيخٍ كان يمشي من بلد إلى بلد آخر، عبر طريق وعرة، فاستوقفه مشهد راعي أغنام يجلس جاثيًا على قدميه متضرعًا إلى السماء، ويعد من الواحد حتى العشرة ويعيد الكرّة.. واحد.. اثنين.. ثلاثة.. أربعة.. خمسة.. ستة.. سبعة.. ثمانية.. تسعة.. عشرة..

أثار هذا الراعي فضول الشيخ، فتوجه إليه الشيخ مرّحبًا "عوافي يا عم"... وأضاف سائلًا إياه "أنت شو عمتعمل؟" 

فأجابه الراعي "أهلين أهلين.. أنا قاعد أصلي".. فسأله اشيخ "هيك بيصلوا يا ابني؟"... ولم يكن بوسع الراعي الرد بتفسير وتعليل عدا قوله "هذا اللي بعرفه"!

أعجب الشيخ بصراحة الراعي وبساطة صلاته، فما كان منه إلا أن انضم.. جثا على قدميه، وتضرع الى السماء.. فتوجه إليه الراعي متفاجئًا "شو بتعمل؟" فرد عليه "أكمل صلاتك يا ابني ع طريقتك.. فالله كريم يقبل صلوات جميع العِباد".. وأخذ يصلي إلى جانبه...

ووفّر والدي التفسير لهذه القصة القصيرة بقوله: "هذا هو الايمان يابا"!

حيفا 26.4.2020




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت