تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
السلطات المحلية العربية تحت تأثير جائحة الكورونا – اجندة جديدة وتحديات
الدكتور احمد مطلق حجازي
تمر السلطات الحلية العربية في إسرائيل، في السنوات الأخيرة، بتغيرات لها أبعاد كبيرة في كافة الاتجاهات. ما زالت سلطاتنا تعاني من أزمات وتحديات مصيرية، وتعتبر، هذه الفترة الأصعب منذ قيام الدولة، خاصة في ظل جائحة الكورونا، التي لم تتوقعها مؤسسات الدولة بصورة عامة ولا السلطات المحلية العربية بصورة خاصة.
حسب توقعات المختصين فإن هذه الظاهرة سوف ترافقنا لفترة طويلة خاصة بانعدام برامج وخطط منهجية لمواجهتها، ومن الواضح أن السلطات المحلية العربية تواجه صعوبات كبرى في التعامل مع هذه الظاهرة.
على الرغم من انه في بداية الازمة تعاملت السلطات المحلية العربية مع الازمة بصورة ارتجالية وبنوايا طيبة، من خلال عقد الاجتماعات مع الاطر الفاعلة، مثل الشرطة والطواقم الطبية ورجال الدين وممثلي الاطر الشعبية، في محاولة لتجنيد الراي العام والمحافظة على السلم الاهلي والانصياع لإرشادات وزارة الصحة، مثل: منع التجمهر ومنع الصلاة في المساجد وغيرها، وهنا لا بد من كلمة حق لمجتمعنا العربي في البلاد، من حيث الالتزام بهذه التوجيهات وايقاف النشاطات المختلفة.
بالرغم من التحديات المصيرية للسلطات المحلية العربية، فإن هذه الازمة غير المتوقعة تضعهم امام تحدي صعب، لا يمكن حصره في فترة زمنية محددة، له مخاطر عديدة وتأثيرات كبيرة على نواحي الحياة في مجتمعنا العربي.
هذه الازمة تعقد الامر ويزداد سوءا على الوضع القائم لسلطتنا المحلية:
مركب اساسي اضافي يجب الالتفات اليه، وهو ان السلطات المحلية العربية تعتبر المشغل الاكبر الثاني في المجتمع العربي في البلاد، بعد وزارة المعارف، فهذه السلطات تشغل نسبة لا بأس بها من الاكاديميين العرب مما يلقي بأعباء مادية على ميزانية السلطة المحلية وفي كثير من السلطات المحلية يصل بند المرتبات الى اكثر من 50% من الميزانية العادية، كل ذلك يأتي على حساب الخدمات للمواطنين.
ليس من باب الصدفة أن يصل التعويض الذي ستدفعه الحكومة بديلا عن الضريبة البلدية (الارنونا) بسبب اعفاء المصالح لثلاثة اشهر، الى 47 مليون شاقل فقط لكل السلطات المحلية العربية، بالطبع هذا اجحاف كبير، ولكن الوزارة اعتمدت على سجلات السلطات المحلية حول نسبة جباية الارنونا من هذه المصالح.
بالموازاة، فإن هبة الموازنة من وزارة الداخلية لا تتعدى ال 15% من الميزانية العادية وهنا لا بد من التوضيح ان السلطات المحلية في السنوات الاخيرة اخذت عل عاتقها مجالات خدماتية اخرى.
نحن نعي ان هذه الازمة تضرب على مستوى الدولة كلها، وهي ايضا أزمة عالمية، ولكن السلطات المحلية العربية تمر بضائقة وتحديات كبيرة لعدم وجود مدخولات ذاتية يمكن الاعتماد عليها.
كل هذه المعطيات والتحديات التي ذكرت اعلاه تحتم على السلطة المحلية، خلال هذه الازمة (الكورونا)، بناء اجندة جديدة وتفكير جديد لمواجهة الازمة في عدة محاور: الخدماتية، الصحية، الاجتماعية والاقتصادية.
من هنا لا بد من مواجهة الموقف والتفكير بصورة جدية والعمل عل طرح خطط عملية لمواجهة التحديات التالية:
في النهاية، هناك تحديات ومعطيات كثيرة ومهمة افرزتها هذه الازمة، ونحن نتوقع من رؤساء السلطات المحلية وكبار الموظفين اخذ زمام الامور وتحمل مسؤولية هذا الوضع، وتحضير وطرح برامج مفصلة لمواجهة الازمة الحالية وخاصة الاوجه الاقتصادية، والخدماتية والمجتمعية.
ومما لا شك فيه، فان على الحكومة والوزارات المختلفة تحمل مسؤولياتهم تجاه السلطات المحلية العربية والمواطنين، وتوفير حلول وميزانيات لكي تقوم هذه السلطات المحلية بدورها في مواجهة التحديات ومنع تفاقم الازمة.