صواريخ

بقلم يوسف حيدر

"هذا الاجماع القومي"

يقينا انه ما من عار، يمكن تصوره في عالمنا الحاضر اشد عيبا وشنارا من ادعاء حكام إسرائيل ان من حقهم من دون خلق الله اجمعين مقاومة حق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة. منذ متى أصبح "الاجماع القومي" في دولة من الدول حقا وقانونا لها يجير لها الاحتلال وفرض ارادتها على الشعوب. وحجج إسرائيل وحلمها لتحقيق حلمها الكبير من النهر الى النهر جاهزة في الادعاء الأمني الدائم انها مهددة بالإبادة والاجماع ضروري ويجب ان يبقى متماسكا كحصانة لها وحماية لمستقبلها واستمرار بطشها واحتلالها ارض شعب صامد فيها بالمستوطنات سلاح الاحتلال الفتاك.

الاحتلال مصدر السم والتسمم.. ونتنياهو واليمين الإسرائيلي يحاول ان يحيي العظام وهي رميم، وسيقف امام حركة الشعوب وطموحاتها، فطموح وآمال شعبنا العربي الفلسطيني في انجاز استقلاله بسبل وأساليب تمنحه إياها الشرعية الدولية وما تقرره هيئاته التمثيلية من اشكال النضال المتعددة والمختلفة حتى النصر الأكيد ولو الى حين، فهناك طريق واحد ووحيد للخروج من الازمة وتنفيس الاجماع القومي الاستيطاني الاستعلائي هو طريق التسوية العادلة والثابتة والاستعداد للانسحاب من جميع المناطق المحتلة التي احتلت في حزيران عام 1967 ، على أساس احترام حقوق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره والدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس نقطة.

فهل هناك بشائر لليقظة؟

لتتحرك الأكثرية الصامتة في المجتمع اليهودي التي كانت تسمى "يسار" والتي أصبحت تسمى زورا "مركز" فهي نائمة مغمضة عيونها عن الشوفينية في الاجماع القومي كشرط في الضم والاحتلال المستمر ومنع حق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره. وأتمنى ان تكون غفوتها مؤقتة لسببين: أولهما حسب اعتقادي اما ارهبها غسل الدماغ المريع من اعلان رأيها، او انها شاخت وضاقت عليها أدوات التعبير عن موقفها وهذا السبب الثاني.

فلقد نجح حتى الان حكام إسرائيل والى حد ما في اجهاض كفاح الجماهير من اجل السلام العادل والشامل، مهددين ملوحين بأكاذيبهم المتكررة وفرية "الامن" وبضرورة "حماية إسرائيل من الإبادة" وما مساعيهم في االضم السريع وانتهاز الفرصة التاريخية "ونوافذ الفرض" التي يسميها زعيم الاجماع القومي بنيامين الأول  والتي اتاحتها واشنطن ترامب امامهم الا مؤشرا وتخوفا من تنامي الحراك الشعبي مجددا ضد سياستهم التوسعية والاحتلالية سياستهم المغامرة الحبلى بأخطار الحرب القادمة فنحن استبشرنا خيرا بعد المظاهرة الكبرى والصرخة المدوية يهودا وعربا ضد جائحة الاحتلال وفيروس الضم ووباء الاحتلال والابرتهايد الذي سنداويه  بدواء جبهة النضال العربية اليهودية المشتركة ضد الاحتلال والعنصرية والابرتهايد  فيقضي عليه قضاء مبرما.

فخطة القرن التي هي سرقة القرن ليست مبادرة سلام، بل بذور حرب قادمة يحيكها جلاوزة البيض الأبيض عفوا " الأسود" وينفذها مخلب الامبريالية في المنطقة حكومة الراسين "والبنيامينين" الساقطة حتما، وما يفشلها الا وحدة الشعب العربي الفلسطيني البطل.

وعلى فكرة.. اننا شعب غير قابل للهضم! هكذا قال الاولون ونحن أيضا سائرون في هذا النهج. وأثبتنا ذلك.

والمطبعين الجدد لن تباركم شعوبهم بل ستلعنهم شر لعنة.

فارتدوا وكونوا الى جانب شعبنا الفلسطيني البطل

ولتندموا.. ولات ساعة مندم.

فتحية الصامدين الى الصامدين.. حتى النصر

ولتلك اللحظة منتظرين.