X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
04/08/2020 - 10:14:55 am
هل علينا المشاركة في مظاهرات بلفور - بقلم رجا زعاترة

هل علينا المشاركة في مظاهرات بلفور 

والاحتجاجات ضد الحكومة وضد نتنياهو؟

بقلم رجا زعاترة

ما مِن شك في أنّ موجة الاحتجاجات العارمة – قرب بيت رئيس الحكومة في شارع بلفور  في القدس الغربية، وفي تل أبيب وفي قيسارية وعلى مئات الجسور ومفارق الطرق – والتي يشارك فيها أسبوعيًا عشرات الألوف، قد بدأت تهزّ مكانة نتنياهو، بعد نجاحه في مواصلة التربّع على سدّة الحكم رغم نتائج ثلاث معارك انتخابية متتالية لم تؤمّن له الأكثرية البرلمانية المنشودة بالنسبة له.

وليس بالضرورة أن تكون متخصصًا في العلوم السياسية أو الإعلام لتدرك حجم الذعر الذي يكتنف نتنياهو وأعوانه من هذه الاحتجاجات غير المسبوقة، والذي يتجلّى في عشرات الردود والتصريحات الإعلامية شبه اليومية ضد الاحتجاجات والمحتجّين. فعلى خلاف الاحتجاج الاجتماعي في صيف 2011 الذي ارتكز على الجانب الاجتماعي-الاقتصادي وحده واجتنب الخوض في صلب القضايا السياسية، يبدو الاحتجاج الراهن أكثر قابلية للتسييس.

وتتصدّر هذه الاحتجاجات المتصاعدة العناوين الإعلامية وجدول الأعمال السياسي، إذ يجتمع فيها الاحتجاج السياسي ضد رئيس حكومة متّهم بقضايا فساد خطيرة وغير مسبوقة إسرائيليًا، والاحتجاج الاجتماعي  للعاملين والمستقلين والمعطّلين عن العمل وجميع المتضرّرين على خلفية أزمة الكورونا وإخفاق الحكومة على الجبهتين الصحية والاقتصادية، والاحتجاج الديمقراطي ضد محاولات كمّ الأفواه ومنع المظاهرات والتحريض على الإعلام وعلى أجهزة القضاء والشرطة. وشهدت بعض المظاهرات شعارات وهتافات سياسية (بالمفهوم القومي) كـالعدالة لاياد  (إياد الحلاق الشهيد المقدسي الذي اغتيل بدم بارد قبل شهرين في القدس المحتلة) وضد الاحتلال والأبارتهايد وضمّ الأراضي المحتلة، وضد العنصرية والتحريض الذي لم يعد من حصة العرب وحدهم بل بات نصيب كل من يعارض نتنياهو ويدعو إلى إقالته أو استقالته.

وما زالت المشاركة العربية في هذه الاحتجاجات ضئيلة، ومقتصرة على الطلاب والشباب المتواجدين في القدس بحكم دراستهم أو عملهم، وبعض النشطاء والقيادات. ومن الطبيعي ألا يتحمّس العرب للمشاركة في مظاهرات ترفع الإعلام الإسرائيلية بكثافة وتتبنّى خطابًا ومفردات تُشعرهم بالاغتراب القومي والسياسي. ومن الطبيعي أن يسخر المواطن العربي من "الاكتشاف الصاعق" للعنف والبطش البوليسي ضد المتظاهرين، والذي يُعتبر مجرّد "مكاغاة" قياسًا بالعنف الشديد الذي يُمارس ضد المتظاهرين العرب، أو حتى ضد الأثيوبيين وغيرهم من الفئات المستضعَفة.

ومن الطبيعي، علاوةً على ما سبق، أن يكون شعورنا العام بالإحباط وخيبة الأمل بعد الانتخابات عاملاً في ترجيح كفة عدم المشاركة، خصوصًا بعد انضواء غانتس تحت كنف نتنياهو وإدارة ظهره لناخبيه، ومعهم للقائمة المشتركة التي أوصت بتكليفه مسؤولية تشكيل الحكومة.

ولكن في السياسة علينا تجاوز العاطفة وتغليب الفكرة والمصلحة، وطرح السؤال الأساس: هل علينا أن "نشارك"؟ وكيف؟ وهنا يجدر مقاربة المسألة من عدّة جوانب:

*اولا: لا ينتطح عنزان على أنّ المواطنين العرب تضرّروا بدورهم – وربما أكثر من غيرهم – من جرّاء جائحة كورونا، ومن التوجّهات العنصرية الفاشية لنتنياهو وحكومته. وبالتالي فما من سؤال عمّا إذا كنا معنيين بإسقاط نتنياهو وحكومته ومشاريعه المعادية للعرب وللعاملين ولأدنى أسس الديمقراطية. أما الادعاء القائل بأنّ "هذه مسألة إسرائيلية داخلية لا ناقة لنا فيها ولا جمل" فهو ادعاء يستهتر بعقول الناس، خاصةً حين يسوقه من يخوض غمار الانتخابات البرلمانية ويرفع راية "المواطنة الكاملة"، ومن عزفوا عن المشاركة في مظاهرات تل أبيب في ذكرى احتلال حزيران 1967.

*ثانيا:إنّ الطابع الهلامي الفضفاض لهذه الاحتجاجات، والمنحى "العفوي" الذي تتخذه (دون قيادة مركزية) وبقدر ما هو نقطة ضعفها، قد يكون بالنسبة لنا مدخلاً لطرح الأمور السياسية-القومية وربطها بتلك الاقتصادية-اليومية. والتأثير تاليًا على مضمون الاحتجاج وتركيبته وشعاراته ومؤداه السياسي في نهاية المطاف؛

*ثالثا: من الواضح أنّ نتنياهو وجوقة اليمين سيستغلون أية مشاركة عربية بارزة للتحريض على جميع المتظاهرين، ودمغهم بتهمة "اليسار" المشينة و"الأناركية" (الفوضوية) و"دعم الإرهاب" إلى آخر جعبته العنصرية المعهودة. ومثلما قد يكون هذا التحريض – في نظر البعض – سببًا لعدم المشاركة، فقد يكون في نظر غيرهم وسيلةً لاستكشاف درجة النضج السياسي لحركة الاحتجاج وامتحان مدى جاهزيتها للتصدي لهذا التحريض والتأكيد على القاسم المدني-المواطنيّ المشترك وعلى شرعية العرب ومشاركتهم. فرغم جبن قطاعات ما يسمى "المركز" وخوفهم من الاعتماد على أصوات القائمة المشتركة، لا يمكن تجاهل حقيقة أنّ قطاعاتٍ واسعة من "اليسار الصهيوني" بدأت تذوّت فكرة أنه لا يمكن إسقاط اليمين دون الوزن السياسي للجماهير العربية ومنتَخبيهم؛

*رابعا: ليس بالضرورة، في هذه المرحلة على الأقل، أن نحشد مئات أو ألوف المتظاهرين للمشاركة في مظاهرات القدس وتل أبيب. بل لعلّه من الحكمة بمكان، أولاً، أن ننظم عشرات الألوف من أبناء شعبنا المتضرّرين من مختلف القطاعات، كالسياحة والفندقة، والمطاعم والمقاهي وأماكن الترفيه، والثقافة والفنون والإنتاج، وغيرهم ممّن لا تحتويهم الاحتجاجات العامة ولا تستهويهم أجواؤها وخطابها ومفرداتها. وهذه سيرورة تحتاج إلى جهود أكبر من حشد المتظاهرين المسيّسين من قرانا ومدننا إلى تل أبيب والقدس، ولكنها أكثر فاعلية – برأيي – على الأمد البعيد لأنّها تحوّل المعاناة والغضب إلى طاقات سياسية تأخذ مسؤولية على واقعها ومصيرها وتناضل لضمان حقوقها ومصالحها.

*خامسا:وليس بالضرورة، أيضًا، أن نتقيّد بالمواضيع والعناوين المطروحة إسرائيليًا. فكل نضال وكل تحرّك جماهيري ضد الحكومة هو خطوة في الاتجاه الصحيح. لا بل قد يكون من الأصحّ البدء من مخاطبة همّ الناس اليومي – الجريمة والعنف وهدم البيوت وفقدان مصادر الرزق – وربطه بالنضال السياسي الكبير ضد السياسات التي تشكّل هذا الواقع.

"والله غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون"!




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت