X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
31/10/2020 - 09:59:34 am
الرؤيا الثورية لا تتناقض مع الإنجازات المرحلية بقلم: فاتن كمال غطاس

الرؤيا الثورية لا تتناقض مع الإنجازات المرحلية

بقلم:  فاتن كمال غطاس

جميع الثورات في العالم قامت من أجل تحسين وتطوير حياة الناس، حالة المظلومين والمضطهدين، وارتبط تاريخ نضالاتنا بقضايا الناس، من تحصيل تصريح عمل في زمان الحكم العسكري، إلى تثبيت مواطنة من غادر الوطن عنوة، إلى إجبار السلطة على إقامة مجالس محلية منتخبة، إلى تشكيل الجسم المانع في حكومة رابين ومنع مصادرة أراض في القدس العربية وغيرها، والقائمة تطول.

هذه النضالات لم تنفصل قيد أنملة عن الموقف السياسي لوجودنا في وطننا كشعب أصلاني، جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وشريك في حمل الهم الوطني والقومي والطبقي، وجوهر عملنا هو بناء جيل منتصب القامة الإنسانية، الوطنية والقومية. في العقدين الأخيرين حدثت عدة تغيّرات جدية نرى نتائجها اليوم.

منذ بداية تأسيس القائمة المشتركة بدأنا نسمع نغمة أخرى لقيادات فيها، لم تتنازل عن القضايا القومية، إلا أنها نحَّتها جانبًا وأصبحت نغمة "تحصيل الإنجازات" تستحوذ على 95% من عملهم، معتمدين على أن الجمهور يريد الحصول على مكاسب عينية.

جاء هذا بعد حملة من المخابرات قادها جدعون عزرا بشكل كبير من أكتوبر 2000 على القيادات الوطنية بأنها لا تهتم بقضايا الناس، وأن شغلها الشاغل هو رام الله وعرفات فقط وغيرها من الاتهامات الحقيرة. للأسف هذه الحملة الشعواء جاءت بنتائج جدية داخل المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، وشكّل هذا الأمر علامة فارقة في السياسة الإسرائيلية تجاه الجماهير العربية وتغييرا جديا عما تبع يوم الأرض عام 1976 ووثيقة كنيغ العنصرية، التي بحثت عن أحزاب "قومجية متطرفة" عن الحزب الشيوعي لمحاربته- حيث عادت عمليًا إلى خطة "الأسرلة" والتدجين السياسي لهذه الأقلية الفلسطينية.
كان هذا بعد انهيار المنظومة الاشتراكية وأزمة الأحزاب الشيوعية في العالم وفي البلاد أيضًا وضعف العمل والتثقيف السياسي إلى جانب الخلخلة التنظيمية وخروج قيادات وكوادر من الحزب، تنحت جانبًا في أحسن الأحوال، وللأسف حدثت زعزعة في الفكر الثوري.
اغتيال رابين واغتيال عملية السلام عام 1995 أدّيا إلى انتهاء عهد حزب العمل في عام 1999 ودخوله في نزاع طويل حتى "انتهاء" هذا الحزب هذا العام. وعمليًا انتهاء ما سُمي بالوسط واليسار الصهيوني- وجميعها تسميات خاطئة أصلاً، لكن عمليًا سقط الأمل لدى الناس لحلّ فعلي للقضية الفلسطينية والتوصل إلى سلام عادل والتقدم نحو المساواة المدنية والحصول على مكانة قومية في البلاد.
رافق هذا زعزعة كبيرة في مكانة التنظيم النقابي الهستدروت وتراجع في العمل النقابي وأصبحت كتلة الجبهة لسنوات طويلة في الائتلاف في قيادة الهستدروت، مما أضعف كل النضال الطبقي في البلاد وأبقى الأقلية الفلسطينية شبه وحيدة في نضالها.
الانزلاق اليميني الحاصل في المجتمع الإسرائيلي والتقلّص الكبير فيما أسميناه "الهامش الديمقراطي" ورفع نسبة الحسم لدخول البرلمان إلى 3.25% (ما يعادل 4 أعضاء) والقوانين العنصرية الفاشية الرهيبة التي شرّعها البرلمان ضيّق الخناق على الجماهير الشعبية.
على هذه القاعدة نشأت القائمة المشتركة التي تشكلت عمليًا من 4 أحزاب تهددها خطر الفشل في خوض الانتخابات لوحدها، لهذا وُلدت هذه الوحدة ضعيفة ومترددة، لكن جاءت الانتخابات عام 2015 بردة فعل عظيمة للجماهير التي أعطت الثقة الكبيرة لهذه الوحدة بنتائج ساحقة في غالبية البلدات العربية وتأييد جارف، كان عمليًا هو "الصمغ" الذي حافظ على وحدة هذه القائمة وأقنع المترددين والمعارضين آنذاك، وأنا واحد منهم.

ماذا حدث في المشتركة؟

لم تستطع الأحزاب ولا الأعضاء في قيادتها خلق برنامج عمل مرحلي ورؤية لهذه القائمة والأهم لم تستطع وضع مبنى تنظيمي يحميها ويربطها بالقواعد الشعبية، لم تبن مؤسسات، ولا حتى مجلس استشاري من مهنيين.
انتقلت العلاقة في داخلها من أزمة إلى أخرى، كانت قمتها أزمة التناوب، في 2017، التي استنزفت قوتها وتأييدها الشعبي وأظهرت النواب كمن يبحثون عن مصالحهم وليس عن مصلحة ناخبيهم، الأمر الذي زاد من شرعنة "المصلحجية".
ثبت أن الوحدة والاتفاق على غالبية القضايا بين الأحزاب هو ليس برنامج عمل ولا يمكن من خلاله الوصول إلى نتائج.
طبعًا، كانت لهذه الوحدة العديد من النتائج الإيجابية وتحقيق الإنجازات وفرض مكانتها على الساحة السياسية الإسرائيلية وتحصيل مكاسب.
كان واضحا ضعف وترهل الأحزاب وعملها السياسي واعتمدت أكثر وأكثر على "نجومية" ممثليها في الكنيست في ظل التغيير الكبير الحاصل في الميديا والإعلام والعالم الرقمي المحيط بنا.
انتخابات نيسان 2019 وانقسام المشتركة وخطر اضمحلال حزبين من الأربعة عن الخارطة السياسية، وإنقاذهما كان بفضل سخنين، إلى جانب التحريض الفاشي لنتنياهو ضد العرب، هو الذي دفع إلى الوحدة في أيلول 2019 وإعادة المشتركة موحدة وبشكل أقوى، مما جعلها قوة مؤثرة أكثر في الساحة السياسية الإسرائيلية.
الخط الإعلامي الذي اتخذه قادة المشتركة في الكنيست، وليس الأحزاب (!)، والأحلام التي بنت قصورًا في الهواء في هذه الانتخابات كانت مقامرة خطيرة، حيث اعتمدت على أن المشتركة هي اللاعب المقرر في البرلمان، معتمدين على علم الرياضيات ومتناسين علوم السياسة التي تعلمناها على جلدنا عشرات السنين: الصهيونية التي لا تريد العرب في أية معادلة في اتخاذ القرار!، لهذا كانت خيبة الأمل كبيرة لدى الأحزاب ولدى الجماهير التي دفعت بقوة أكبر في التصويت للمشتركة.
الهرولة إلى تأييد غانتس بعد انتخابات أيلول 2019 كانت سيئة جدًا حيث أظهرت الزحف على البطون في سبيل الوصول إلى "إنجاز"، بينما في الانتخابات الأخيرة كانت مقبولة سياسيًا، لكنها اصطدمت في جوهر الصهيونية، ألا وهو عنصريتها التي "أمرت" غانتس بالعودة إلى الحظيرة ومنعه من التغريد خارج السرب.
منذ تلك "الصفعة" المدوية التي تلقتها المشتركة، لم تستطع النهوض وفشل قادتها في قيادتها وما زالت تتأرجح وتتخبط بين حضور تصويت على قضية ما إلى تصويت مختلف عليه في قضايا هامة (لن أتوقف عندها في هذا المقال). ابتعدت المشتركة تمامًا عن العمل المشترك، فقط خلافات ووحدة واهية، أمام مِجهَر سلطوي متربص لهم في كل زاوية، في الوقت الذي تتعرض المشتركة لهجوم "مخابراتي" مخطط ومدروس لزعزعتها وقصم ظهرها.

في هذا السياق علينا إجراء قراءة عميقة لما يحدث لدى ممثلي الحركة الإسلامية في المشتركة وهل عندهم قرار استراتيجي جديد؟ التقاؤهم في غالبية القضايا المطروحة هذا العام مع "أعدائهم" أو منافسيهم، في الحركة الإسلامية الجناح الشمالي واتفاقهم مع السياسات العالمية للحركات الأصولية في العالم وخاصة "الإمبراطور" التركي، في معاداة الخط الوطني وكل شيء علماني، كم بالحري إذا كان شيوعيا، إلى جانب زرع بذور الفتنة الدينية بين أبناء الشعب الواحد. مع الليكود في أسفل أشكاله وأخطرها على البلاد. اليوم ينحدر التدهور بشكل أكبر ويصبح الحديث شرعيا للدخول في ائتلاف مع الليكود ونتنياهو. هذا الأمر يحتاج إلى رد واضح وصلب من باقي الشركاء في المشتركة، وعلى رأسهم الجبهة، كذلك القوى الوطنية الأصيلة في هذه الحركات لها دور هام وعلينا استنفارها.
 
الوضع السياسي في إسرائيل على كف عفريت. المجتمع اليهودي لم يعد يحتمل نتنياهو ويخرج للتظاهر أسبوعيًا، بينما يغيب العرب عن هذا النضال ويغيبون عن كل نضال.
هل يعقل هذا؟

نعم نتيجة هذه الأوضاع نحن نعيش حالة "تسطيح" للسياسة وتهميش لإمكانية التأثير عليها. إما أن نكون وزراء أو "بلاش"، وإذا كنا نريد التأثير والقرار عند نتنياهو معناه "خلينا نقعد معه..."، تقليعات آخر زمن.

المجتمع الأفقر والأضعف والمضطهد، الذي رمته الديمقراطية الإسرائيلية خارجها، والذي رمته في نار العنف والإجرام المنظم، كيف يمكن أن يصمت أمام هذا كله!.

نقف اليوم على مفترق طرق، ما زال صحيحًا رفع شعار المرحلة: وحدة المظلومين والمضطهدين الكفاحية وعلى رأسهم الجبهة اليهودية-العربية، لكن ممنوع أن تكون هذه الوحدة جوفاء، نحن بحاجة لوحدةٍ مجابهة في الشارع أولاً وبعدها في البرلمان، مجابهة للبطالة والعنف والجريمة المنظمة وتسييب القتلة في الشوارع، وحدةٌ تجابه سلطة لا تريد الخير لنا، وتجابه الاحتلال- وحدة داعمة ومناصرة لقضية شعبنا الفلسطيني التي هي قضيتنا، وتأثيرها علينا هو حاسم سياسيًا واقتصاديًا. وحدة المختلفين يجب أن تحتكم للحوار والنقاش الحضاري على القضايا المختلف عليها وليس بتحريض دموي على من يجلس إلى جانبك وعلى من وصلت إلى البرلمان بفضل صوته.
 
على هذه القاعدة يجب العمل. وللوصول إلى هذا نحن بحاجة إلى انتفاضة جدية في داخل الحزب والجبهة، إلى تحريك كل الكوادر وإرجاع الدور القيادي للمؤسسات، إلى عقد مؤتمراتنا التي تأخرّنا جدًا في عقدها وحسم القضايا العالقة ووضع خطة عمل متكاملة يحملها الجميع، والعودة إلى قيادة النضال بشكل جماعي. هذا إلى جانب فتح حوار وطني واسع بين الأحزاب المختلفة والشخصيات السياسية الاجتماعية في مجتمعنا، للتداول في الوضعية التي وصلنا إليها؛ حوار صريح وواضح ومكاشفة حقيقية، وليس مصالحات فارغة من مضمون، بل الإقناع والوصول إلى برنامج نضالي ومجابه لسلطة غاشمة تتجه نحو الفاشية.

بهذا الشكل يمكننا استعادة ثقة الجمهور عندما يرانا ندافع عن لقمة عيشه المجبولة بدماء العمال في ورشات العمل، في ظل أزمة الكورونا العالمية والمستمرة والتي تزيد من إفقار الناس وزيادة الفجوات بينهم علميًا واقتصاديًا.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10158049727144121&id=534369120

 https://alittihad44.page.link/nfyP




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت