X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
29/11/2020 - 12:43:09 pm
صواريخ بقلم يوسف حيدر - رائحة نتنة تفوح من المملكة

صواريخ

بقلم يوسف حيدر

"رائحة نتنة تفوح من المملكة"

لم يفاجأ أحدا بإعلان خبر زيارة ولقاء نتنياهو برفقة العراب الراحل بومبيو الملك غير المتوج بعد محمد بن سلمان لتبرز للسطح وبشكل علني شبكة العلاقات الممتدة منذ زمن بعيد بين إسرائيل ونظام الملوك البائدة واللاحقة من آل سعود. فهذه العلاقة كما كشفها ويكشفها العارفون والهامسون لهم بتسريبها للعلن. لقد نشر سابقا أيضا ان الأمير غير المتوج ملكا حتى الان زار تل ابيب قبل عدة شهور خاصة بعد انشاء وبناء محور التطبيع الجديد الرياض-أبو ظبي واضيفت لهم البحرين والسودان وعُمان في الانتظار لانضمام السعودية.ان هذا التنسيق الجديد كما ذكرت آنفا لم يكن الأول والوحيد بين تل ابيب والرياض بل يحظى الطرفين بتاريخ طويل من التعاون السري في جميع المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية. فبعد سيطرة الملك الراحل عبد العزيز على أراضي الجزيرة العربية منع بأوامر القائد العسكري البريطاني غلوب باشا من المضي نحو الأردن وفلسطين حيث كانت هناك الحرب مستعرة بين عصابات الهجاناة الإسرائيلية والفلسطينيين. بل أيضا اختار عبد العزيز التنازل عن المطالبة بكافة الجزر التي تقع على خليج العقبة تجنبا للمواجهة مع إسرائيل وانغلقت المملكة وانشغلت ببناء دولتها الوليدة عن مواجهة إسرائيل.

وأولم يعادي الملك السعودي ثورة الضباط الاحرار في مصر ضد الملك فاروق في عام 1952 التي خلقت عدوا مشتركا جديدا بين البلدين. والزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي استطاع بإنهاء الحكم الملكي المريض في مصر والذي حلم أيضا بإنهاء واسقاط النظام الملكي في السعودية والذي اندحر أيضا في العراق وسوريا وبعد ان دعم عبد الناصر الثورة على الملك اليمني سنة 1962 وأرسل لهناك دعما للمنتفضين 70 ألف جندي مصري للقتال بجانب الضياط اليمنيين.  والمقابل، دعم السعوديون قوات القبائل الموالية للملك خفيةً وكان لا بد من الاستعانة بخدمات سلاح الجيش الإسرائيلي المتطور حينها، حيث قام سرب الطيران الدولي الإسرائيلي رقم 120 بقيادة الطيار أرييه عوز بأكثر من 14 رحلة مروراً بالأراضي السعودية وبالتنسيق مع السلطات السعودية التي تولى مهمتها رئيس الاستخبارات آنذاك وصهر الملك فيصل، كمال أدهم.وعاد التنسيق بين البلدين اللذين لا يتمتعان بأي علاقات على المستوى الرسمي آنذاك مرة أخرى بعد انتصار الثورة الإيرانية بقيادة الخميني، وظهور مصطلح "تصدير الثورة"، والذي كان يهدف من خلاله إلى تهديد أمن الساحل الخليجي العربي. وعمليات التنسيق بقيت محدودة في مناطق الصراع في لبنان وفلسطين والعراق، وبمعرفة أميركية آنذاك، حتى الغزو العراقي للكويت، حيث عمل السعوديون على إقناع إسرائيل والاجتماع مع مسؤوليها في نيويورك للالتزام بعدم الرد على ضربات الرئيس الراحل صدام حسين إلى حين تحرير الكويت.وتطورت العلاقات لعلاقات تجارية خفية بين رجال الاعمال السعوديين والمقربين من الاسرة الحاكمة وإسرائيل. وغضت المملكة عينها عن بعض المنتجات التي دخلت اليها بسبب حاجتها الاقتصادية لها.

وبعد احداث 11 أيلول 2001 وتفجير برجي مانهاتن وجدت المملكة نفسها بحاجة للتنسيق مع إسرائيل مرة أخرى حيث تولى السفير السعودي حينها الأمير بندر بن سلطان مهمة التنسيق بربط الأجهزة الأمنية السعودية بالإسرائيلية والأمريكية لمواجهة تنظيم القاعدة والجماعات المدعومة من إيران في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط. ووصلت العلاقات السعودية الإسرائيلية بتنسيق من جانب  بن سلطان ذروتها عقب التنسيق الأمني للتعامل مع الملف الإيراني مع رئيس الموساد مئير داغان، لكن هذا التنسيق تعرض لهزّة بوصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض، بالإضافة إلى ثورات الربيع العربي وإقالة داغان من منصبه في الموساد.وبعد انتهاء الجولة الأولى من ثورات الربيع العربي، وبدء ما سمي بـ"الثورة المضادة" في مصر، والتي انتهت بالانقلاب على نظام الرئيس المعزول، محمد مرسي، تقاطعت الطرق الإسرائيلية – السعودية من جديد بالتنسيق حول تحسين صورة الانقلاب وسط دوائر صناعة القرار في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.وبعد  الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، والذي رافقه صعود محمد بن سلمان، نجل العاهل السعودي بتعيينه ولياً للعهد، حتّم تسريع العلاقات بين البلدين بدعوى مواجهة عدو مشترك يتمثل في إيران، حيث التقى اللواء المتقاعد، أنور عشقي، المستشار السابق لرئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان، عددا من المسؤولين الإسرائيليين المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وعلى رأسهم المدير العام لوزارة الشؤون الخارجية الإسرائيلية، دور غولد. ولم تكن لقاءات عشقي الأولى من نوعها.

وأسس محمد بن سلمان جماعة ضغط سعودية في أميركا سميت باسم "سابراك" برئاسة أحد الصحافيين المقربين منه، ويدعى سلمان الأنصاري، والذي نشر على الفور مقالة في صحيفة "ذا هيل" الأميركية قال فيها، إن وجود إيران كعدو مشترك يحتّم على إسرائيل والسعودية أن تعجلا بتطبيع العلاقات، وتأسيس رابطة متينة وقوية بينهما، مؤكداً استعداد ولي العهد شخصياً لإقامة علاقات دائمة مع إسرائيل.

ولم يكتف اللوبي السعودي في واشنطن بمغازلة إسرائيل والتقرب منها علناً، بل دعا إلى تنظيم ندوات تنسيقية وأمنية بين البلدين، مما يوحي بأن هدف تأسيس جماعة الضغط هذه كان افتتاح قناة تواصل رسمية بين الطرفين في واشنطن، دون التعرض لضغوط شعبية.

اما بالنسبة للضغوط الشعبية من الشعب السعودي برفض التطبيع والتي ذكرها المحلل للشؤون العربية اهود يعاري في احدى نشرات الاخبار للقناة التلفزيونية الإسرائيلية 12 ان ما نسبته 40 بالمئة ممن استطلعت آرائهم من الشعب السعودي يؤيدون التطبيع مع إسرائيل وبرايه هذه نسبة مشجعة وكبيرة ودافعة لمخطط محمد بن سلمان لإقامة حلفه الاستراتيجي القادم مع إسرائيل والدول الخليجية الأخرى المطبعة مع إسرائيل ضد العدو الإيراني، مع انتظارهم لمنة أخرى يمن عليهم بها "الأخ الكبير" في الشرق الأوسط إسرائيل  بالملف الفلسطيني الذي اصبح لديهم ثانويا وليس مركزيا، كما اعتقدت الامارات ان باتفاقها منعت مخطط الضم بضم مناطق فلسطينية محتلة أخرى لإسرائيل.

ولا اعتقد ان السب والشتم واللعن والتخوين والتهديد والوعيد والكشف والفضح يجدي مع المطبعين، فلن يستطيع أحدا من ردعهم واندفاعهم او يقف في وجوههم. ولا رجاء وخير من هذه الأنظمة التي اعترفت وطبعت. فهم يعتقدون انهم على حق وبؤمنون بسياستهم. ولا يعترفون انهم يرتكبون الحرام والاثم، ويخونون أمتهم ويفرطون في حق الشعب الفلسطيني فهم على قناعة تامة انهم على حق. وقد تخلصوا من الفيتو الفلسطيني على علاقتهم مع إسرائيل فهذا الفيتو انتهى الى غير رجعة.

ففي مواجهة كل ما يجري امام اعيننا جميعا، رغم عدم تأثرها من الخطاب الفلسطيني الموجوع والمتألم، على ما تبقى من الامة العربية والإسلامية التي تؤمن وتدافع عن الحق الفلسطيني وكفلسطينيين خاصة التصدي لهذه المهزلة والهرولة المخزية للتطبيع ووضع حد لهذا السقوط والانبطاح الاستسلامي بتشكيل جبهة تصدي وتحدي لهذه المخططات الخطيرة من الاحرار والاشراف الذين لم ينزلقوا ولن ينزلقوا لهذه المؤامرة. ولابد من التقاء وتوافق هذه القوى من اجل تدارس ما يحدث والتفكير فيما يجب ان يفعلوا، واضعين نصب اعينهم في معركة كسب الوعي العربي مهاجمة الأنظمة والحكام الغادرين وتخوينهم واستثناء شعوب هذه الدول التي ما زال اكثريتها يؤمن ويؤيد احقاق وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة العربية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. فقد أن الأوان للخطاب الوطني والقومي العاقل والواقعي والمبدئي في التصدي ومقاومة مسلسل الخيانة العربي الرسمي.

قالت لي العرافة

رياح عاتية تهب من الربع الخالي.. قاتلة ..فافرد جناحيك للتصدي ..فرائحة الدخان خانقة ونتنه ..

اضلوا الطريق ام ضللنا الطريق ..؟

الشيطان اللعين يجرهم لهناك.. ويبخ سمومه في كل الجهات..

وصراخ الولي من هناك اقهقهات هي ام صرخات..؟

ألم وخوف وهجران ويأس وحيرات..

افرد جناحيك وتصدى للريح العاتية بما اوتيت من قوة وبأس

وخلد صمودك بما هو آت..




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت