X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
10/04/2012 - 10:34:58 pm
الآراء, المواقف والمعلومات بقلم د. رفيق حاج
مريم خطيب
هُنالك من لو دَنونا منهم أكثر وتعرّفنا عليهم اكثر لازدادَ حُبّنا لهم وتَضاعفَ إعجابنا بهم, وبالعكس, هنالك من لو اقتربنا منهم وراقبنا تصرفاتهم "لنزلوا من اعيننا" و "فهمناهم على حقيقتهم". بما أن الناس تتعرض لكمياتٍ مختلفةٍ من المعلوماتِ حول نفس الشخص ونفس الحدث تراها تحمل اراءً مختلفة حولهما.مواقفنا من الاشخاص المحيطين بنا او من الأحداث التي تجري حولنا تتعلق بكثير من العوامل الظاهرة منها والخفيّة, ولهذا السبب نتّخذ مواقف مختلفة تجاه نفس الشخص ونفس الحدث.   في اغلب الحالات يكون سبب التباين في المواقف هو التباين بالمخزون الثقافي او العقائدي او الأخلاقي لمتخذي المواقف, كما ان للاختلاف في الانتماءات الدينية او المذهبية او السياسية يوجد تأثير على مواقفنا. بعبارة أخرى, الانتماءات والخلفيات المتباينه التي نحملها تجعلنا احيانا نقيّم الأشخاص والأحداث بشكل منحاز وغير موضوعي, فمن نجده انسانا حادا وجريئا قد يجده آخرون وقحا ومتطاولاً, ومن   نجده انسانا عصاميا وناجحا يجده آخرون وصولياً ومتسلقاً, ومن نجده مستقيما وجدياً يجده الآخرون غليظاً ومتزمتا. هنالك عامل آخر له اهمية كبرى في تحديد مواقفنا تجاه الأشخاص والأحداث, من الجائز ان يكون قد غاب عن بال القراء, وهو مدى معرفتنا للشخص الذي طولبنا باتخاذ موقف تجاهه. ماذا نعرف عن البيئة التي نشأ بها؟ ماذا نعرف عن سيرته وعلاقاته وتاريخه واطباعه؟ ومن ثم ما هي قدرتنا على تحليل المعلومات التي جمعناها وتحويلها الى رأي مبلور ومن ثمّ الى موقف نهائي تجاهه. ان اتخاذ مواقف بانعدام المعلومات مثله كمثل مُطلق النار في العتمة فمن جهة قد يجحف بحق اناس ومن جهة اخرى قد يغدق الإعجاب والتقدير على من ليس جديراً به.هنا يجدر التمييز بين مصطلحي "الرأي" و "الموقف" اللذين يبدوان لأول وهله كأنهما متطابقان, ولكن الحقيقة غير ذلك. الرأي هو ما نفكر به ونستوعبه بمساعدة اذهاننا وحواسنا وعواطفنا أما الموقف فهو الخطوة العملية التي نقوم بها للتعبير عن آرائنا. احيانا يختلف رأينا عن موقفنا وهذا يعود لعدة أسباب, منها الخشية من فقدان لقمة العيش, او الخوف من الخروج عن الإجماع او الرغبة في الحفاظ على السرية او الالتزام السياسي للتنظيم . بعبارة اخرى قد يكون هنالك اختلاف بالمواقف بين الافراد على نفس الشخص بالرغم من كونهم يحملون نفس الآراء إزائه.اذا رجعنا الى عامل "المعلومات" ودوره في بلورة الرأي, أود ان اؤكّد ان كمية وجودة المعلومات التي نتلقاها حول الشخص المُراد اتخاذ موقف تجاهه,  ومن ثم   قدرتنا على تحليلها بموضوعية خالصه تشكل عناصر أساسية في تكوين الرأي الصائب حوله, وحسب رأيي لو تشابه الناس في قدرتهم على جمع المعلومات وتصفيتها وتحليلها لوصلوا الى نفس النتيجة, لأن الإجابه الصحيحة "واحدة" اما الإجابات المخطوءة فهي "عدة". هنالك من الناس لو دنونا منهم وتعرّفنا عليهم اكثر لازداد حبنا لهم واعجابنا بهم, وبالعكس هنالك أناس لو اقتربنا منهم وراقبنا تصرفاتهم "لنزلوا من اعيننا" و "فهمناهم على حقيقتهم". قد تكون المعلومات القليله التي نعرفها حول شخص معين سببا لاعجابنا به ومرات اخرى قد  تكون بالعكس. بما أن الناس تتعرض لكميات مختلفه من المعلومات حول نفس الشخص كمّاً ونوعاً تراها تحمل اراءً مختلفة حوله..وهنا يأتي دور "جودة المعلومات" لأن كمية المعلومات وحدها لا تكفي, قد تكون كمية المعلومات هائلة لكن عندما تكون مغرّضه ومضلّلة  وتستند على إشاعات قام بها أصحاب مصالح وأجنده غريبة عجيبه تفقد تأثيرها. كثير من الاشخاص الذين يعانون من السمعة السيئة ومن إدارة الظهور لهم رغم أنهم لم  يقترفوا  ذنبا بحق أحد. هنالك معلومات ايضا يتداولها افراد المجتمع تكون عارية من الصحة او بعيده عن الدقة, وهي مجرد آراء مسبقة لا أكثر. فقد يرى البعض ان أهل بلد معين هم نصّابون ومحتالون وشيكاتهم راجعة لا محالة,   فيخشون التعامل معهم, وهنالك من ينظر الى الفتاه التي تلبس القصير او تنفش شعرها انها منحلّة, وهنالك من ينظر الى الفتاه المتدينة المحجّبة انها غير عصرية او غير متنورة. من المؤسف ان من يحمل هذه الآراء لا يعبأ بأن يبثها على الملأ وكأنها معلومات موثوقة. ان احدى الطرق المتبعة لرفع مستوى جودة المعلومات هو الاطّلاع على مصادر مختلفة لها, لكن ذلك طبعا يتعلق بأهمية الموضوع لنا وبروح المبادرة التي نتمتع بها. كما انه من الصعب احيانا ايجاد مصادر مختلفة للمعلومات.واذا وصلتنا المعلومات بكميات كبيرة وجودة عالية لم تنتهِ القصة. يظلّ العامل الذي يتعلّق بالأدوات التي نستعملها بغرض التحليل هو العامل الأهم. الأدوات التي نستعملها مشتقة من خلفيتنا الثقافية وتجربتنا الحياتيه والقيم التي نؤمن بها والمبادئ التي نحملها. وهنا هل تتوقعون ان يكون لدى كل أفراد المجتمع نفس المستوى الثقافي او التجربة الحياتية او نفس المبادئ والقيم؟ بالطبع لا, واذا تساووا في "المستوى الثقافي" و "التجربة الحياتية" فقد يختلفون "بالقيم" التي يحملونها. هل كلنا "ديموقراطيون"؟ هل كلنا "وطنيون"؟ او "متحررون"؟.  ما يبدو عيبا وممنوعا وغير جدير  لبعضنا فد يكون مسموحا ومقبولا لغيرنا!من هنا انحدر المثل "اختلاف الرأي لا يُفسد للود قضيه", ولكنه في الواقع "يُفسدُ.. ويُفسدُ". لقد تعودنا على اتخاذ موقف جفائي او حتى عدائي تجاه الآخرين لمجرّد انهم يختلفون عنا رأيا وموقفا وسلوكا. نحن لا نتورّع عن تعدادهم على "الشق الآخر" واستعمال عبارة "هم.. ونحن.." . من الطبيعي جدا ان تختلف الآراء والمواقف تجاه الأشخاص والأحداث. هذا هو العالم الذي  ولدنا به زاخر بالتباينات ولا اعتراض لنا على ما براه الخالق.



Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت