X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
12/02/2021 - 09:47:34 am
أمثالنا في الانتخابات يكتبها: زياد شليوط

أمثالنا في الانتخابات

يكتبها: زياد شليوط

 

نتنياهو: إن شفتني بضحك عليك وان ما شفتني راحت عليك

لا يختلف اليوم اثنان على أن نتنياهو داهية سياسية، ولا يحتاج دهاء نتنياهو إلى اثبات، لأن مكائده باتت معروفة ومكشوفة، بل أن معظم الناس يعرفونها لكنهم يتلذذون بالوقوع أسراها، وكأننا نقف أمام ساحر وليس سياسي. فهو لديه القدرة على تحويل ظرف ما من سلبي بحقه ومسيء له إلى ظرف لصالحه، ولنا عبرة في مسألة محاكمته التي تؤجل وتؤجل وطال النظر فيها، ويتوقع أن تطول لسنوات، ونجح في التهرب من المحكمة في كل مرة بأحابيل وحجج انطلت على خصومه قبل حلفائه، وقد شاهدنا كيف تمكن من خداع غانتس في توريطه بحكومة مشتركة برئاسته، والجميع يعرف أنه لا ينوي التنازل عن منصبه لصالح غانتس من اليوم الأول، وها هو في مطلع الأسبوع ينجح بالتهرب من محاكمته إلى أشهر عديدة قادمة، إلى ما بعد الانتخابات وعندها سيجد مهربا جديدا آمنا.

ومثال آخر يمسنا في الصميم هو تحريضه الكبير على العرب، خاصة في الانتخابات الأخيرة حين توجه لجمهوره السياسي اليميني، زاعما أن العرب يتدفقون إلى الصناديق، وأن جمعيات يسارية أحضرت لهم حافلات لنقلهم إلى الصناديق. بالطبع انطلت الكذبة على مصوتي اليمين فتدفقوا بدورهم للصناديق وأنقذوا نتنياهو من السقوط الحتمي في تلك الانتخابات. واليوم وبعدما أعلن وبشكل دراماتيكي أن العرب يحق لهم أن يتمثلوا في السلطة وأصواتهم شرعية، لم يجرؤ أي عضو ليكودي من توجيه النقد لنتنياهو بل مشوا في إثره يدافعون عن رأيه، والأنكى من ذلك أن الأحزاب الصهيونية من يمينها وحتى يسارها سارعت إلى انتقاء عربي أو عربية لترشيحه/ا في لوائحها الانتخابية، وبات العرب "مواطنون صالحون" وليس "متطرفون ومخربون"، وادعى نتنياهو أنه عندما تكلم عن العرب قصد "القائمة المشتركة" وردد ببغاوات الأحزاب الصهيونية كلامه. واندفع نتنياهو معلنا أنه سيفاجيء الجميع بترشيح عربي في مكان مضمون في قائمة الليكود، وبعد أيام من شد الأعصاب والتكهنات، وقع اختياره على وائل زعبي، مدير مدرسة ليكودي ورشحه في مكان بعيد عن المضمون (رقم 39)، ورغم ذلك طار نائل فرحا وأخذ يصول ويجول ويجاقر عددا من أبناء حمولته الذين تبرأوا من فعلته وأعلنوا بكل إباء أن نائل لا يمثلهم في خطوته السياسية تلك. ولسان حال نتنياهو يقول له: "إن شفتني بضحك عليك وان ما شفتني راحت عليك".

عباس: إلو شورين وعقلين

من الذين وقعوا إعجابا بدهاء نتنياهو نائب المشتركة سابقا، ورئيس الموحدة حاليا الدكتور منصور عباس. كذب عليه نتنياهو وهو صدق الكذبة. تراجع نتنياهو عن وعوده له لكن منصور لم يتراجع عن وثوقه بتلك الوعود. رمى نتنياهو الطعم لمنصور فأكله وهضمه وتلذذ بطعمه. وبعدما منح منصور الشرعية لنتنياهو أمام الجماهير العربية، وسامحه على قانون القومية وقانون كامينتس وعلى التحريض على العرب، مقابل وعد بتحويل ميزانية لمحاربة العنف في المجتمع العربي، وكأنه أول مرة يقدم نتنياهو وعدا كهذا، أدار نتنياهو ظهره لعباس ولم يهاتفه كما أمل عباس حين قال بأن أرقامنا معروفة ومن يريدنا يمكنه الاتصال بنا. ورغم حاجة نتنياهو لصوت عباس وزملائه إلا أنه لم يهاتفه. وبعدما حصل نتنياهو على دعم عباس أعلنها صراحة أنه يريد أصوات العرب في الانتخابات القادمة، ويكتفي بمقعدين أو ثلاثة، وهي مقاعد عباس وقائمته، ولماذا لا يمنحه مصوتو الموحدة أصواتهم مباشرة، طالما أن عباس سيقدمها له هدية مجانية؟ وهذا ما أعلنه أحد وزراء الليكود صراحة ودون خجل.

وعرفت وسائل الاعلام العبرية بدهائها كيف تزيد من ورطة عباس، وأوقعته في مطبات إعلامية وتصريحات متناقضة، حتى في مسألة المثليين حيث أعلن أته ليس ضد المثليين بل يحق لكل انسان أن يعيش كما هو وهو ضد العلاج القسري لهم وكل ذلك بالعبرية. وفي موقعة أخرى أطلق صفة "المخربين" على الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مما جعله يتعرض لوابل من التهجمات والبيانات والانتقادات، فاضطر الى اصدار اعتذار

وصار حاله مثل الذي "إلو شورين وعقلين" كما قال مثلنا الشعبي، أي لا يستقر على حال وبالتالي لا يعتمد عليه، فكيف سيعتمد عليه الداهية نتنياهو ويمنحه منصبا كبيرا أو يغدق عليه الميزانيات؟

دراوشة: يا نازل في البير احسب حساب الطلوع

أقدم محمد دراوشة على تشكيل حزب جديد باسم "معا- عهد جديد"، وهو حر في ما يفعله ولن أناقشه في حقه، كما سأتجاوز مناقشة طروحاته التي لا تختلف في جوهرها عما تطرحه أحزابنا المعروفة والمجربة. دراوشة يكرر ويعيد تجربة زميله أسعد غانم، الذي أقدم على تجربة مشابهة في الانتخابات الأخيرة (لا أدري كم شخص يتذكر اسم حزبه!)، وضرب عرض الحائط بكل النصائح التي وجهت له، واستمر آملا أن يحصل على 15 ألف صوت (لا توصله لنسبة الحسم)، ولم يحصل أكثر من مئات الأصوات.

وتجربة دراوشة الجديدة لا تختلف عن تجربة غانم، وحزبه لا يذكر في أي استطلاع رأي، وواضح أن مصيره لن يكون أفضل من مصير سابقه، لكنه لا يصغي ولا يلتفت للنصائح ويواصل نحو هدفه بدفن مئات الأصوات في مزبلة الانتخابات. وأستغرب من انسان مثقف ومدرك للساحة السياسية كيف لا يقرأ الخارطة جيدا، ولا يحسب حساب الرجوع بعد خوض هذه التجربة كما يقول له المثل الشعبي "يا نازل في البير احسب حساب الطلوع"، وهو يضرب في معرض التحذير من عواقب الأمور أو نتائجها وضرورة التروي. لم يفت الوقت أمام دراوشة للتروي ومراجعة حساباته، إلا إذا كانت حساباته تختلف عن حسابات الناس.




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت