X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
13/04/2012 - 12:12:14 pm
أعراسنا بين الافتخار والمباهاة وحب الشهرة والتقليد الأعمى... بقلم حسين الشاعر – شفاعمرو
مريم خطيب

مع إطلالة فصل الربيع ونسماته الرائعة ومع اشراقة الشمس الدافئة، لم أتوقع بهذه السرعة أن أعود من العمل وإذ بدعوة مزخرفة غالية الثمن تنتظرني تحت الباب تدعونني لأول فرح هذا الموسم، مبروك وألف مبروك للعريس ولأهله وكأنه بداية صافرة إنذار للجميع للاستعداد لموسم زاخر بالأفراح والنقوط.

  هذه الدعوة استوقفتني كثيراً وقررت وضع النقاط وليس النقوط على الحروف المناسبة والقصد ما بين السطور القادمة، يوم الجمعة الماضي تناول إمام مسجد علي بن أبي طالب في شفاعمرو خلال خطبة الجمعة موضوع التبذير في حفلات الزواج، معظم المصلين اتفقوا مع الشيخ والبعض عارضه.

ولكن وجهة نظري سأكتبها، وذكرتها في مقالات سابقة أن "القناعة كنز لا يفنى" وان "التواضع سر النجاح" وصدق المثل القائل "على قد فراشك مد حالك" ولكن للأسف هذه الأمثال والنصائح تبقى كلاماً بدون فعل ولا رد فعل ، إن أعظم الزواج بركة أيسره تكلفة، وكلما قلت التكلفة عظمت البركة، ولكننا نعايش منذ سنوات حالة اجتماعية تتعلق بإهدار المال والتبذير في الإنفاق على حفلات الزواج ، وهذا أمر يرجع سببه في أكثر الأحيان إلى النساء، لأن النساء هن اللاتي يحملن ويدفعن أزواجهن على المغالاة في الحفلات من باب المباهاة والتفاخر او التنافس مما نهى عنه الشرع، وهو يدخل تحت قوله تعالى:{ ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}.

هذه الحفلات التي أفرزت هذا الإنفاق لم يكن لها من سبب الا الافتخار والمباهاة وحب الشهرة والتقليد الأعمى... وطاعة النساء وتنفيذ آرائهن فكان الدافع وراء ذلك. فكثير من النساء يقلن إن حفل دار فلان حدث به كذا وكذا، وايضاً قسم من الرجال يقولون ان فلان قام كذا وكذا...

فالمغالاة والتسابق في إظهار القدرة والإسراف في حفلات الزواج وبتجاوز الحد في الولائم وما يصحبها من تكاليف عظيمة خارجة عن حد الاعتدال إضافة الى سهر ورقص واختلاط وغناء قد يستمر حتى يعلو في بعض الأحيان على أصوات المؤذنين في صلاة الصبح.

ولنتوقف عدة وقفات، نتعرّض خلالها لبعض المظاهر الاجتماعية الحالية المصاحبة لإقامة حفلات الزواج ووليمته:

الوقفة الأولى: إن بعض الأولياء يشترط إقامة حفل الزواج في أغلى الصالات أو في أفخم قاعات الأفراح، وهذا من أكبر الأخطاء المصاحبة لحفل الزواج، فإنّ الغالب هو قصدُ المباهاة والمفاخرة، والتقليد الأعمى للآخرين، وحُب الظهور على حساب الزوج الذي يلجأ في معظم الحالات إلى الاستدانة والاقتراض حتى يلبي تلك الرغبة، وفي ذلك إهدار للأموال وصرفها لها في غير محلها.

الوقفة الثانية: (أعداد المدعويين والتباهي والتفاخر) يعتمد البعض إلى طباعة أغلى البطاقات ثمنًا كما وصلتني وبأشكال جذابة وألوان مختلفة وإطار مزخرف، وكتابتها بصيغتين مختلفتين: واحدة للرجال وأخرى للنساء، وهذا تبذير، والمقصود هو الدعوة والإعلام بموعد ومكان حفل الزواج!!.

الوقفة الثالثة: إعداد وليمة الزواج بأحجامٍ يظهر فيها الإسراف والبذخ والتبذير، إذ يعمد البعض إلى إعداد أنواع الأطعمة وأصناف المأكولات والمشروبات من اللحوم والأرز والفواكه والحلوى، بكميات فائضة عن أعداد المدعوين الذين قد يتغيب الكثير منهم، فلا يؤكل منها إلا اليسير، وربما يلقى الباقي في القمامة. وفي ذلك مخالفة فقد حذرت الآيات والأحاديث من الإسراف.

المصيبة كل المصيبة حين يكون الإسراف ممن جرب الفقر وعايش الحاجة، وقد مسته البأساء والضراء، وقرصه الجوع، وعندما يريد أن يحتفل فانه لا يقنع بقليل ولا يملأ عينه كثير.

ولقد عايشنا وعايشتم في حفلات كثيرة، ورأينا ورأيتم أناسا قد عاشوا أيام الفقر والجوع، ومرت بهم سنون عجاف، إن وجد أحدهم غداءه لم يلق عشاءه، نجدهم قد تفننوا في التبذير والإهدار والإسراف في الذبائح والولائم، وفي شراء الملابس والفساتين، وفي جلب الفرق الموسيقية، وفي شراء الحلويات والمشروبات، وفي طلب الكماليات والثانويات انه الجنون بعينه وبعدها يقعد سنة او سنوات وهو يسد الديون ان استطاع سدادها فلنتق الله في أمرنا كله، ولنلتزم جانب الاعتدال والاقتصاد في سائر نفقاتنا، وبالأخص ما يتعلق بنفقة وتكاليف الأفراح، فإن كثيرًا من الشباب عندما يرى أو يسمع بتلك النفقات يقدّم رِجلاً ويؤخّر أخرى، بل ربما يصرف النظر عن الزواج لعدم قدرته على الوفاء بما يتطلبه، فتتعطّل عملية الزواج.

 وأخيراً حادثة حدثت لأحد زملائي وبحد ذاتها كانت عبرة عندما قرر الزواج وطلبت منه خطيبته أن ترى البيت فحضر الزيارة صدفةً جد العريس استمع الى عشرات الطلبات من العروس منها تغيير البلاط والدهان والمدخل وموقع غرفة النوم والغسيل، هذه الطلبات قوبلت بالرد الإيجابي من العريس المسكين، ولكن رد الجد الذي يعرف الوضع قال: الصحيح من الصعب تغيير هذه الطلبات بعد شقاء سنوات من الأفضل تغيير العروس وهكذا كان ، فعليكم ايها الأهل "من جانبي العريس والعروس" بالرحمة والف مبروك.

بإمكانكم إرسال تعليقات على البريد الإلكتروني للكاتب: [email protected]

 




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت