X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
30/05/2021 - 11:02:48 am
لا بديل للعيش المشترك وبكرامة بقلم د.نجيب صعب

لا بديل للعيش المشترك وبكرامة  بقلم  د.نجيب صعب

 

تنادي الديانات السماوية جميعا وبدون استثناء بالتفاهم والسلام وحفظ الجار والجيرة الحسنة والتآخي وبنبذ الكراهية بكل اسبابها ومرجعياتها. تنادي باحترام الغير كما هو وبغض النظر عن انتمائه الديني او الطائفي واللغوي وبالتعاون على البر والتقوى، والعيش المشترك وتعميق التفاهم والتعاون في نطاق حفظ الجار كانسان بما في هذه الكلمة من معنى، ويجدر أن يعيش هنا وفي كل مكان مواطنون من مختلف الأديان والطوائف وان ينتجوا نسيجاً اجتماعيا يفتخر به، حيث معظم الديانات كانت منذ الازل او ُوجدت في اعقاب اتصالات السكان وتواصلهم معا على مر العصور.من هذا المنطلق، كل منا على دينه الله يعينه أيا كان، الايمان بالله وتوحيد الخالق عز وجل ينبع من جميع الديانات وكل على طريقته، وفي هذا السياق احترام الآراء والأديان وطريقة اعتناقها يفرض نفسه على الجميع، على كل فرد وفرد حسب دينه ومعتقداته بكل صدق وايمان، ومن خلال هذا يفرض نفسه على الجميع امر هام جدا والذي ينبثق من هذه الديانات الا وهو: “العيش المشترك للجميع وبكرامة".

ومن هذا الاعتقاد والنوايا الصادقة اقمت مجلسا للعمال بالتعاون مع مجموعة من الاخوة والاخوات ومن جميع الطوائف لقرى ابوسنان، كفرياسيف ،جديدة والمكر استحدثنا نشاطا اجتماعيا مشتركا اطلقنا عليه “لقاء الأعياد" أقيم عادة في فصل الربيع بمناسبة أعياد الجميع من اليهود، المسلمين، المسيحيين والدروز، وذلك بدعم معنوي ومادي من مركز الهستدروت النقابة العامة للعمال في إسرائيل، وذلك منذ عام 1988 وحتى عام 1998حيث كان يشارك اكثر من 1000 مواطنا من جميع الطوائف يحتفلون معاً بالأعياد في كل عام، وهذا اللقاء السنوي "لقاء الأعياد“ كان يهدف بصريح العبارة: نعم للعيش المشترك الذي يحوي في طياته كثيرا من المُثل العُليا، والسِمات الطيّبة النابعة من نواهي كل دين ودين، هذه المُثل لم تأت عن طريق الصدفة بل انها تنبثق من أصول كل دين بدون استثناء، وان كل دين أشار اليها بما ذُكر فيه وجميعها تدعو الى العيش بالمحبة والتآخي والاحترام المتبادل وقبول الاخر والعيش معه بأخوّة صادقة.

 أقول هذه الكلمات ليس مجرد كلام، وانما من خلال اطلاعي في حيثيات التعاليم الدينية التي نادى بها اولو الامر في كل دين ودين، وما يترتب علينا نحن بني البشر ومن جميع الأديان في هذه الديار ان نُدرك جيدا ابعاد ما تُمليه علينا هذه الديانات ونعمق الادراك فيها في المحبة والتآخي وقبول الاخر كما اسلفت، نعم في قبول الاخر كما هو من منطلق الاحترام المتبادل، من منطلق العيش الكريم والامن والأمين لجميع شرائح المجتمع واطيافه، نعم العيش الكريم الذي يخلو من التحريض ومن الحقد والضغائن، وانما يشمل في طياته العمل الأكيد والدؤوب الصادق المبني على تقريب القلوب، على احترام الاخر واحترام دينه من منطلق امين ونظيف هدفه توطيد ركائز العيش الكريم المشترك دون انطوائه على ما لا يقبله أي دين وضمير حي في امصار العالم باسره تمشيا مع نواهي جميع الديانات السماوية والتي تطرق اليها المرحوم عطوفة سلطان باشا الأطرش في وصيته والتي جاء فيها" الدين لله والوطن للجميع".

واشير الى ان صقل ونسيج العيش الكريم لا يأتي فقط بالحديث هنا وهناك ،وانما يولد اثرَ عمل اكيد وشاق قبل الوصول اليه، ويترتب على جميع الفرقاء بدون استثناء وبدون فرق بين هذا وذاك، نعم يترتب العمل في البيت الواحد، في العائلة الواحدة، في الاسرة الواحدة، في المدرسة وفي كل ساعة ويوم وفصل وحتى في المجالس والدواوين الاجتماعية والشعبية، وفي جميع الأطر الفاعلة في هذا المجال وبقلوب صادقة وصريحة ونوايا حسنة وطيبة وبمنتهى الصراحة ،ذلك ليكمل الواحد الاخر ولمقاومة كل من لا تروق له وحدة المجتمع بكل اطيافه، هكذا في نظري يمكن لجميع مركبات المجتمع التغلب على كل فوضى من شانها التأثير سلباً على النسيج الاجتماعي القائم، ويحصل هذا نتيجة لعمل العقول النيرة التي تعي مصلحة المجتمع بكامله وتعمل بجدية متناهية بعدم السماح لأيادي غير مسؤولة ان ترسم للمجتمع طرق ونوعية المعيشة والاخوة المشتركة والمحترمة التي تستند بدون ريب الى الاصالة والمحبة الصادقة والنابعة من جميع الديانات، وكذلك من التوجيهات الكاملة ومن العمل الدؤوب من جميع المؤسسات في البلاد والمبنية على التفاهم وتقريب القلوب ،ومن مبدا العيش الكريم لكل أطياف المجتمع وباحترام متبادل كريم.

 نعم يا جميع الفرقاء في هذه البلاد، كلما ذكر وكثير أيضا لم يُذكر، من شانه تعميق روح المسؤولية الذاتية الالتزام الذاتي نزولا عند الحفاظ وتدعيم العيش المشترك وبكرامة صادقة من اجل الأبناء ومستقبل فلذات الاكباد الذين هم رجال المستقبل، حيث لا مكان للضغينة، ولا مكان للفتنة ولا للعنصرية التي لا تصب ولا باي شكل من الاشكال في أبناء واسر المجتمع برمته، خاصة ونحن في القرن الحادي والعشرين الذي فيه يترتب ان تتغلب العقلانية والتروي وتحكيم العقل لا العاطفة، ذلك من اجل العيش بكرامة للجميع، وكل حسب آرائه وانتماءاته المتنوعة، عندها يكون التنافس والتسابق على تامين المستقبل الزاهر والمليء بالإنجازات العلمية وبالمبادرات الأخوية من خلال الاطر المختلفة الفاعلة، هذا الى جانب التواصل بين جمع الاطياف وكل طيف في آرائه الإنسانية والخلاقة ليتابع الجميع مسيرة الحياة المشتركة في ظل تفاهم وعمل دائم ودؤوب توجهه مصلحة المجتمع التي تنادي الجميع لأداء الواجب الإنساني الخلاق في ظل المعتقد والانتماء الذاتي وطيفه الخاص به شخصيا دون استقاء أفكار غير بناءة ليست في مصلحة الصالح العام بمختلف جوانبه.

 وأخيراً لا بد من التنويه الى ان الإنسانية تُملي على كل صاحب ضمير حي من جميع الأديان والطوائف وضع نصب اعينه مستقبل الأجيال الامن، ويدا بيد العمل معا على تكثيف النشاطات والفعاليات واللقاءات البناءة, لتذليل العقبات مهما كانت ،ذلك لمتابعة بناء مجتمع ملؤه الاخوة ،المحبة ونبذ كل عنصرية وتباعد وتعزيز التقارب والتآخي من اجل توطيد التعايش وسبله وتامين استمرار التعايش المشترك لجميع الاطياف بوحدة اكيدة لا تشوبها شائبة لجميع السكان تضمنها يد واحدة ساهرة على مستقبل الأطفال والابناء والجيل الناشئ، هذا لنؤمن عيشا كريما متحابا بنظرات اخوية صادقة لتحقيق المزيد من التقدم والرقي برعاية قيادات دينية وشعبية مسؤولة وموجهة من جميع الأطراف، نزولا عند القول "إذ لا بديل للعيش المشترك وبكرامة للجميع".

*نائب لرئاسة الاتحاد الإسرائيلي لتعليم للكبار

ابوسنان




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت