رماح یصوبھا معین أبو عبید

ھل أضحى دوي الرصاص لغتنا؟

لماذا طغت لغة العنف على حیاتنا؟ وھل استبدلنا لغتنا الجمیلة بالرصاص؟ لم تمر ساعات معدودة على إسدال الستارة على مشاھد إطلاق النار، وأعمال العنف، وھیمنة البلطجیة على حیاتنا، حتّى شرعنا نستقبل مشھدا تلو الآخر من نمط ھذه المشاھد، وبنفس السناریو! إن تفاقم ظاھرة الجریمة، واتساع رقعة إطلاق الرصاص في أجواء مجتمعنا العربي ظاھرة باتت تھدد كیاننا، استقرارنا، وأمننا، وھي آخذة بالتوسع؛ تزداد تعقیدا فتحرق الأخضر والیابس وتزرع في نفوسنا الإحباط والتخبط والمخفي أعظم! وقد تجاوزت ھذه السلوكیّات كل خطوط المنطق. أمّا موقفنا كقیادة ومؤسسات وأفراد ومجتمع كامل فھو الاستسلام ثم الاستسلام! وقبول ھذا الواقع المزري، فلا نعرف إلاّ أنْ نستنكر، نتأسف، نوجھ أصابع الاتھام لجھة معینة، ثم نستمر في نمط حیاتنا وكأن شیئا لم یحدث! لا نفكر بفك شیفرة ھذا اللغز بأسلوب علمي مدروس لمعرفة مسبباتھ وعواملھ وتفسیرھا علمیا وإیجاد الحلول والنوایا لمعالجتھا ... ھذا الأسبوع فقط، شھدت عدة بلدات عربیة عددًا كبیرًا من حوادث إطلاق النار على مسمع ومرأى الناس في وضح النھار، أدت إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح خطیرة، إضافة لعدة جرائم قتل خلال بضع ساعات، ومن ذلك شاب في الثلاثینات من عمره عند محطة الوقود في اللد، ووالدان وابنتھما في عمر السادسة عشرة، وإصابة شاب في شفاعمرو في الثامنة عشرة، وإصابة موظف من بلدیة الناصرة في شارع توفیق زیّاد، شریان الناصرة الرئیسي في الأربعینات من عمره، وفي عرابة أصیب أیضا شاب آخر في الأربعینات جراء إطلاق النار، وفي قریة بیت جن أصیب 3 شبان إثر تعرضھم للطعن، وعلى أثره قام أھل القریة بوقفة احتجاجیة أمام مركز شرطة لواء الشمال في الناصرة احتجاجا على تقاعس الشرطة وطریقة تعاملھا في مثل ھذه الحالات، وفي بلدتي شفاعمرو ذات الأسوار المقتحمة أصیب شاب في الثلاثینات من سكان الناصرة جراء تعرضھ أیضا لعیارات ناریة مكثفة في الشارع الرئیسي، وفي مدینة طمرة المجاورة تم طعن شاب، وفي مدینة رھط الجنوبیة تمت إصابة شخصین جراء إطلاق الرصاص علیھم.. والقائمة طویلة علینا أن نفیق من سبات نومنا العمیق ونعمل مع جمیع الجھات لإیجاد فرص التعاون وتوفیر النوایا الكفیلة لوضع حد لجرائم القتل ودوّامة العنف المستمرة التي دمرت النسیج الاجتماعي في مجتمعنا واستنفذت طاقاتھ. بقي ان نعلق بعض الآمال على الحكومة الجدیدة وتصریحات رئیسھا نفتالي بنت، الّذي وعد بالعمل على معالجة ھذه الظاھرة المقلقة وإیقاف ھذا الوباء والنزیف.