X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
26/02/2022 - 10:05:13 pm
الأداء العسكري الروسي في أوكرانيا يفضح همجية

الأداء العسكري الروسي في أوكرانيا يفضح همجية

 حروب "الصدمة والترويع" الأميركية

 بقلم:علاء اللامي

*كاتب وصحفي ماركسي من العراق

 الفضيحة في ما يجري الآن في أوكرانيا هي فضيحة العسكرتاريا الأميركية الغربية. بعد رفع الطبقة الكثيفة من البروباغندا الحربية والأكاذيب والمبالغات المعتادة من رواية الحرب بنسختيها الروسية والأوكرانية، وبعد تنظيف رماد عويل زاعمي التنوير والحداثة الأميركية وهراء مقولات انتصار الحضارة الغربية النهائي على العالم، سنجد أمامنا فضحية كبرى مدوية وقد تكشفت وبشكل غير مقصود؛ إنها فضيحة القسوة والهمجية والعنف التي اعتدنا عليها من الآلة الحربية الأميركية والأوروبية الغربية في جميع حروبها ضد شعوب العالم، والتي كشفها الأداء العسكري المهني للجيش الروسي.

نعم، إن الفضيحة الكبرى في هذه الحرب "حرب الاجتياح الروسي لأوكرانيا" هي فضيحة العسكرتاريا الأميركية والغربية الدموية وريثة الهمجية الحربية الرومانية القديمة، وابنتها العسكرتاريا النازية الألمانية التي أبادت شعوباً بكاملها، ثم انتقل من بقي حيا من علمائها واستراتيجيها بعد هزيمتها في أوروبا، إلى الولايات المتحدة ليصنعوا أرمادا القتل والتدمير الأميركية في عصرنا. فالعالم يتذكر دون شك كيف كانت أميركا وحلفاؤها الغربيون يبدأون حروبهم ضمن خطة "الصدمة والترويع" بحفل بربري لقصف عواصم البلد المستهدف بالصواريخ والغارات الجوية بعد تعطيل وسائل الدفاع المحلي؛ هكذا شاهد العالم هانوي وبعدها بغداد وبلغراد وطرابلس تشتعل على مدى أيام وليال، وتدمر فيها البنى التحتية والملاجئ بمن فيها من أطفال ونساء وعجزة. هنا سيكون ملجأ العامرية الشهيد في قلب بغداد مجرد مثال على طريق فضيحة الغرب الأخلاقية والحضارية المدوية لم يجرؤ أحد على المطالبة بالتحقيق فيها بل أن عملاء الغزاة الحاكمين ببغداد اليوم لا يطيقون التذكير بها وبشهدائها الأبرياء. فلا أحد يستهدف الآلة العسكرية المعادية في حروب أميركا في الأيام الأولى لأن الهدف الأميركي الغربي هو ترويع وإرهاب الإنسان العادي، المواطن البسيط، وحرمانه من حقه في الأمن والحياة والسلامة والغذاء والدواء وفي أن يكون خارج نطاق الصراع العسكري المسلح بين الجيوش.

الفضيحة الكبرى في هذه الحرب بين عدد من الفضائح الأخرى، هي فضيحة مَن حرَّض عليها ودفع الروس والأوكرانيين إليها دفعا، بإغواء أوكرانيا "بجنة الناتو" ومعاداة جارها التاريخي والجغرافي والحضاري روسيا، وبمحاصرة روسيا ووضع قواعد الناتو المدمرة على مسافة بضع دقائق صاروخية من قلب موسكو، وحين وقعت القيادة الأوكرانية في الفخ - وهي بذلك تتحمل المسؤولية عن اخطائها ولا تلوم إلا سذاجتها وقلة خبرتها وثقتها بالضواري الإمبريالية عدوة الشعوب، حين وقعت خذلتها الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وتركتها وحيدة، تواجه حقيقة الخراب والحرب، وفي هذا درس لكل المغفلين والذين يمنحون الثقة للساسة الغربيين المعادين للحياة والشعوب كما يقول تاريخهم.

الأداء العسكري الروسي - حتى الآن وكما ينقله ويؤكده حتى الإعلام المناهض لروسيا ولا ندري ما يخبئه لنا المستقبل - كان مهنيا ومنضبطا إلى درجة ملحوظة وهذا بحد ذاته فضح دموية العسكرتاريا الغربية الأميركية فضحا لا سابقة له، والأسباب التي دفعت الى وقوع هذه الحرب تقف ورائها أطماع أميركا والغرب دون إخلاء مسؤولية الطرفين الروسي والأوكراني الرسمي من المسؤولية المباشرة والتنفيذية عن بدء هذه الحرب وإدانة مظاهر الغطرسة والاستعلاء القوميين الروسيين اللتين رافقتاها والدوس على سيادة واستقلال أوكرانيا.

سؤال أخير أختم بهذه هذه الوقفة: ترى ما سبب غياب تظاهرات التضامن المليونية التي شهدناها في أوروبا الغربية والولايات المتحدة ذاتها خلال الحروب الغربية العدوانية التي شنت على العراق وغيره في هذه الحرب، ولم تخرج سوى مجموعات صغيرة ولا تكاد تذكر من المحتجين؟ هل تغير شباب أوروبا وأميركا المعادي لحرب والمدافع عن السلام وحرية الشعوب أم أن طبيعة الحرب وأسبابها قد تغيرت، واكتشف الشباب أن حكوماتهم وفي مقدمتها حكومتا واشنطن ولندن هي التي حرضت ودفعت كييف دفعا الى آتون الحرب؟!




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت