تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
أمام إسرائيل خيار واحد فقط:
مساعدة سلطة فلسطينية شرعية على أن تحكم في غزة
نقلا - عن הארץ | هآرتس بالعربي
بقلم:رفيف دروكر
اتهم بعض متصفحي الانترنت "خليل" – عامل فلسطيني في بئيري زُعم بأنه نقل معلومات إلى حماس. هكذا عرف مسلحو حماس كيف يصلون بدقة تقشعرّ لها الأبدان إلى النقاط الهامّة في الكيبوتس. بعد ذلك على الفور، أوضح سكان بئيري أنه لم يكن ثمة "خليل" وأن أي فلسطيني لم يعمل في الكيبوتس منذ عدة سنوات. ورغم ذلك، لا يمكن حقاً تبرئة العمال الفلسطينيين من التهمة الفظيعة: لقد حصلوا على لقمة العيش، المعاملة الحسنة والمبيت، وردّوا بنقل المعلومات إلى حماس.ليس كلّهم، لكن حتى لو كان ثمة أفراد فعلوا ذلك – كما يسود الاقتناع في كيبوتس "نتيف هعسرا"، على سبيل المثال – فهذا يلقي بظلاله عليهم جميعاً وينسجم مع الرواية الأصعب التي يمكن أن تنشأ من هذه الحرب: ليس هنالك عرب جيدون. كل غزة هي حماس. اليمين العميق ينقضّ على هذا وكأنه يعثر على غنائم وفيرة. هذه طريقة لتبرير طردهم. بالنسبة لهم، السلطة الفلسطينية أيضاً هي حماس بزيّ تنكّري، وكذلك جميع السكان في الضفة الغربية. أسود وأبيض، يهود وعرب، لنقتلهم جميعاً.
للأسف الشديد، غير قليل من الأشخاص في الوسط، بل وفي اليسار حتى، في بعض الأحيان – تحت آثار المذبحة الوحشية – يأخذون في الاقتناع. مشاهد الرعاع الذي يركض في البلدات خلف مسلحي حماس، ينهب، يدمّر، يختطف أشخاصاً، قد خلّفت ندوباً لدينا جميعاً. من الغباء تقريباً القول، ليس كل المليونين وأكثر سكان غزة هم حماس؛ بعضهم يعارضونها في قلوبهم، يتعرضون للقمع من جانبها، يتعرضون للقتل على أيديها. ثمة من يسجل ضدّهم حقيقة أنهم لم يقاوموها، لم يتمردوا عليها. بربكم، هل حقاً؟ ولماذا لا يتمرد الكوريون الشماليون؟ ولماذا لا يفلح الإيرانيون الشجعان الذين يتمردون في القضاء على نظام الملالي؟
ليس هنالك أي تقدير جدّي لمدى الدعم الذي تحظى به حماس بين سكان غزة، وإجراء استطلاع للرأي في القطاع ليس مهمة ممكنة تماماً. لكن حتى لو افترضنا أن حماس تحظى فعلاً بتأييد جدي في القطاع، فما هو الاستنتاج العملي الذي ينبغي اشتقاقه من ذلك؟ ظاهرياً، هو استنتاج واحد فقط: البقاء للسيطرة والحكم في غزة، تلقي ضربات العمليات الانتحارية، إدارة الحياة هناك، احتلالهم. إذا كان جميع الفلسطينيين هم حماس، فمن الواجب فعلياً أن نحكم في الضفة أيضاً وربما في لبنان كذلك. في ألمانيا واليابان إبّان الحرب العالمية الثانية، كان هنالك تأييد واسع للنازيين والقيصر. وبعد أن هزمتهما دول الحلفاء، لم يخطر في بالها البقاء هناك ومعاقبة كل ألمانيّ دعم النازيين.
أمام إسرائيل خيار واحد فقط: محاولة مساعدة سلطة فلسطينية شرعية على أن تحكم في القطاع. يحتفظ الجيش الإسرائيلي بمناطق أحزمة أمنية، يبقى ربما في محور فيلادلفيا لمنع تعاظم القوة هناك، لكن إلزاميّ أن يكون نظام حكم فلسطيني في القطاع. لا طائل من الأوهام بأنّ إسرائيل تستطيع إملاء هوية هذا الحكم ومن يكون، لكن بإمكانها المساعدة بالتأكيد.
على إسرائيل الإعلان أنها لا تنوي احتلال القطاع أو البقاء فيه وأنها معنية بنقل السيطرة عليه إلى أي جسم فلسطيني شرعيّ، شريطة أن لا تكون حماس جزءاً منه. إسرائيل مستعدة لإجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية، بما في ذلك في القدس الشرقية (مبدأ إسرائيلي غبي توفر الأحداث سلّماً للتخلي عنه)، إن كانت هذه هي إرادة الفلسطينيين.
وزيادة على ذلك: الموافقة على إطلاق سراح مروان البرغوثي، في حال انتخابه لرئاسة السلطة الفلسطينية. لقد أفرجنا عن قَتَلة اكبر منه في صفقة شاليط، بمن فيهم يحيى سنوار. يبدو أنه ليس هنالك قائد لدى الفلسطينيين أكثر منه شرعيةً. ربما كان هو الوحيد القادر على السيطرة على قطاع غزة، من دون أن يُعتَبر ذلك تعاوناً مع إسرائيل.
هذه الحكومة، للأسف الشديد، غير مؤهلة لهذا النوع من الخطط. متجمّدة في الوضع القائم وفي هلوسات إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين أقصى ما يمكنهما القيام به هو إجراء نقاشات عقيمة. ليس هنالك أي سبب يمنع معسكر المركز من إطلاق خطة سياسية أكثر جرأة. حتى لو لم يخرج منها أي شيء، فإن مجرد طرحها للنقاش في هذا التوقيت ستفيد إسرائيل كثيراً، على المدى البعيد، في معركتها على شرعية مواصلة الحرب.