X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
10/12/2023 - 04:05:49 pm
النفاق السياسي والحريق بقلم:بكر أبوبكر

النفاق السياسي والحريق
بقلم:بكر أبوبكر

اجتمعت الدول العربية والاسلامية في قمة واحدة في الرياض،وخرجت دول المسلمين ببيان من 31 نقطة وكفى الله المؤمنين شر القتال! فلم يختلف المؤتمر الإسلامي العربي هذا بالنتيجة عن قمم العرب السابقة أوقيعانهم.
كل المؤتمرات (بلا قطران) تشابهت بقوة الخطابات الحماسية، أو اعتدالها، أو انحسارها وتخفّيها نحو ممالأة الطرف الآخر، أي ممالأة الطرف الممثل للعدوان الامريكي الإسرائيلي على فلسطين ورئتها قطاع غزة، وهدفها النهائي الضفة الغربية.
ما كان اختلاف هذه القمم عن سابقاتها الا بعدم الخجل من التصريح عن المواقف العاجزة أو بالحد الادنى التي تؤثِر السلامة والدعة، في مقابل تلك المواقف المتساوقة مع القوى المهيمنة على عقول وقلوب المشاركين أي الولايات المتحدة الامريكية، و"إسرائيل" بعبع الشرق الأوسط الذي أسقطه الطفل الفلسطيني ومرغ أنفه بالتراب. 
ظهرت من بين المواقف مواقف النفاق السياسي لبعض الأنظمة العربية والاسلامية، وهي مواقف تثير الجدل بين المتابعين من الجماهير، حيث رآها البعض مواقفًا عظيمة، ورآها الآخر مواقفًا لئيمة.
إن الموقف العربي ومعه الإسلامي اليوم منذ ترك حمولة غضبه أو صدى صوته في (11/11/2023م) لم يظهر فيه من الإخلاص للقضية الأولى للأمة أي شيء، فالمواقف منذ مؤتمر سوق عكاظ ذاك حتى اليوم تراوح بلا نتيجة، وأحيانًا تجوب العالم ترجو وتستجدي هدنة وجمعها هدن، وليس وقف الحرب الجهنمية على فلسطين المنكوبة! فهي إذ تمتلك (كأمة) ما تدرأ فيه العدوان فإنها أبدًا لا ولن تستخدمه كما ظهر بوضوح، سواء من محور الممانعة أو محور الممالأة، ويظل الفلسطينيون يدفعون ثمن هزائم الأمة أمام ذاتها.
لقد أقرّ العرب في تلك القمة بكل وضوح بعجزهم عن تحريك شعرة في مسار العمل السياسي بالمنطقة، فهم في أسفل السلم ضمن الدول الهامشية فيما المركز يتحرك متجاوزهم أجمعين.
من الدول تلك التي استسلمت كليًا وتنحت جانبًا (الحيط الحيط) ومنها من انسحقت تحت أقدام الفيلة (يحدوها الأمل ببركة إبراهام التوراتي القبيح) وأحيانًا لجأت للصمت أو أعادت تركيب لغتها بما يتفق ومراد الفيل أوالحمار.
أما الطرف الثالث وهو الأخطر فهو الذي مارس النفاق السياسي وما يزال يمارسه متبعًا سياسة الوجهين.
المنافق السياسي تراهُ حريصًا على القضية الفلسطينية! نظريًا، فيما يقول، من باب الاعتدال فهو يفخر أنه أبوالاعتدال بالمنطقة منذ زمن بعيد، بل وهو مؤسس الاعتدال ضد التطرف! وكأنه يكتشف ابراهاميته القادمة في ثوب الاعتدال، ومن الدول من يمارس نفاقه السياسي بادعاء دعم محورالمقاومة، وهو يمول الاقتصاد الإسرائيلي بالمليارات يوميًا، أو يحتضن قادة الموساد بما وصفوه حجًا لبلدهم التي أصبحت -ويا لفرحتهم- قبلة الأنظار.
أصبحنا في العالم العربي والإسلامي بين قبلتين بين ذاك الذي يعتبر أنه قبلة الاعتدال منذ العام 1981 والثاني الذي يعتبر نفسه اليوم قبلة الوساطة المقبولة لتنظيم معدّل القتل! حيث أصبح كعبة العالم  -كما يصدح إعلامه- التي لا يُحج لسواها، وكأن القضية الفلسطينية تحولت لسلعة، يتم استخدامها لرفعة شأن زعيم ما أو قادة هذا البلد أوذاك، وكل ذلك النفاق في مساحة واحدة وهي مساحة الاقتراب مع الحامي سيد العالم كما يرونه وماذاك إلا لهدف لا محيد عنه أي مصلحة البلد بمنطق الحفاظ على زعمائه الأبرار.
إن كنا نرى المؤمنين الحقيقيين بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأمة التي قد يطول حلها، فإن من يؤمنون حقًا بذلك هم الشعوب العربية المناضلة والفلسطينيون وهم قلة، ولا نبتغي أن ننظر اليهم كغثاء السيل أبدًا، وهم قلة لا تتفق مع منهج من تحلّلوا من أعباء القضية الفلسطينية، التي كانت القضية المركزية في عصر ما،   حيث أسقطوا القومية والدين والتقدمية وكل روابط الأمة، وداسوا على أخلاق وقيم العدالة والحرية والسلام التي هي مجمع الثوار والأحرار بالعالم.
إن الايمان الحقيقي بالقضية الفلسطينية لا يتفق مع منهج من تساوقوا مع أعدائها خنوعًا وذلة وامتناعًا عن تقديم أي دعم حقيقي أو مساعدة (مثلاً أقرّ الدعم المالي لفلسطين من أيام القذافي ولم يصل حتى اليوم!؟) ، ولا يتفق مع منهج العاجزين المستسلمين، كما لايتفق مع منهج المنافقين حيث يأتيك من يمارس الخداع والتضليل بين حقيقة دوره المحدود المرسوم وما يقوم به إعلامه من تجييش وتحشيد وتهييج.
فتثور أنت وربما تكتئب أو تحترق في مواجهة دم شعبك المهراق، وبين تساوق أو عجز أو نفاق الأمة والعالم لأن انكشاف القناع أو الأقنعة أمامك محرقة لذاتك، وانكسار لنفسك وإحباط عميق لن يؤدي لتجدد إشراقك الذاتي إلا وأنت تنظر بحب وحنان وإيمان لعيون طفلة تبكي ولكنها ثابتة، أو طفل صامد يئن هناك حيث سينطلق فجر الأمة أي من رئة فلسطين في قطاع غزة الحرية.




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت