تواصل معنا عبر الفيسبوك
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
لمواجهة "خطة ترَمب" في خمس نقاط!
بقلم:بكر أبوبكر
كثُرت التعليقات والتحليلات وتقدير الموقف المتعلق بخطة ترَمب بشأن غزة، وهي خطة بائسة بخمس نجوم منتكسة، فلا تُعطي صاحب الحق شيئاً، عوضًا عن القيمة المقدرة المتعلقة بوقف شلال الدم الذي لو لم يتوقف لظلّ القتل والنزف بلا توقف ما لايعني بالضرورة أن صاحب الحق والقضية العادلة قد اقتص حقّه من المحتل والغازي الفاشي الذي عاث بالأرض فسادًا، فلم يحدث مقتلة أو كارثة بالتاريخ منذ 100 عام كما حصل في غزة إطلاقًا. (أنظر ورقة الخراب غير المسبوق في غزة للكاتب روبيرت أ. بايب-الشؤون الخارجية (فورين أفيرز)-10/8/2025م)
إن هذاالشلال النازف هو الذي وضع الأوربييين (خاصة الشبيبة والطلبة...) عند حدّ ما يدرسونه بالجامعات من الحرية والعدالة وحقوق الانسان فأصبحوا شُهّاد العصر على الفاشية والإبادة الجماعية (أنظر قرار الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية، ومئات الشخصيات والمنظمات الدولية، بما فيها أمريكية وإسرائيلية حول إقرار حصول الإبادة الجماعية) مما سمعوا به فقط في ثنايا التاريخ وهاهم يرونه عيانًا جهارًا نهارًا.
بلا شك أن النظرة الايجابية للخطة والتي جاءت من الدول العربية اقترنت بوقف الإبادة مع كثير من الملاحظات، وكثير من الخطايا المتضمنة الخطة البائسة.
وهنا أردت الإشارة الى أن هذه الخطة البائسة هي نتيجة، فلم تأتِ وليدة الساعة وإنما كانت نهاية لمسلسل طويل من المخططات (وهل يمكن القول المؤامرات!؟) ابتدأت من عشرات السنوات كما أشارت عديد التحليلات.
إن إشارتنا لمثل هذه المخططات تستوجب منا التوقف وحُسن الدرس والتمعن (ونقترح عقد مقارنات ودراسة موسعة فيها) لغرض فهم أو التيقن من فهم المطلوب 1-إسرائيليًا للمنطقة و2-امريكيًا و3-من جبهة المواجهة والتي تتمثل اليوم بالدول العربية والاسلامية من جهة، وبالنهضوية الأوربية والأمريكية الشبابية والجماهيرية والحزبية عوضًا عن المنظمات والهيئات المؤسسات التي تحترم الحرية والحق والعدالة والتي أصبحت إضافة للإعلام الاجتماعي والتقليدي أدوات فاعلة في امكانية قهر وهزيمة عقلية النفي للآخر الإسرائيلية اليمينية السائدة اليوم.
دعني أذكر بوضوح أن عقلية الإسرائيلي الحاكم اليوم تتمثل بكلمة واحدة هي: السحق، بينما استراتيجية أو عقلية الأمريكي هي إنقاذ الإسرائيلي من (سواد الوجه) الحاصل أمام العالم -الذي اعترف بجلّه بدولة فلسطين- والحفاظ على أمن واستقرار الكيان فيما في المقابل نجد الخطة المصرية-العربية، كما الحال مع المبادرة السعودية-الفرنسية وإعلان نيويورك، والخطوط الحمراء الفلسطينية (دولة واحدة وسلاح واحد وتمثيل واحد) التي بتقاطعها أو تكاملها من المتوجب أن تؤدي لهزيمة المخططات الأمريكية والإسرائيلية المذكورة (ملاحظة: كل الخطط الامريكية شارك فيها إسرائيليون أو مؤيدون لهم).
إن الحل أو بعض عناوينه لأزمتنا الفلسطينية -وهي المنسحبة شاء من شاء أو أبى من أبى على المنطقة العربية الإسلامية المرغوب لها الاستسلام تحت حوافر خيل الإسرائيلي الغازي- يمكن أن تنطلق من 5 مباديء كالتالي:
1-بعث الأمل نقيض اليأس ما يحتاج لإرادة جمعية تنطلق بدعم فلسطين عبر بوابتها الشرعية فقط، وإحداث التغيير بعد التمسك الثابت بالمعايير والخطوط الحمراء والخطة العربية.
2-على الصعيد الوطني لا بد قبل انطلاق مسيرة التقاء الفصائل المتقاتلة فكرًا وسياسة ومصالحًا، أن تقوم كلها وهي مجتمعة ضمن مؤتمر وطني علني للمراجعات والنقد الذاتي للمواقف المتعلقة بكارثة ونكبة العامين الأسودين من المقتلة والمذبحة في غزة، وصمود الشعب الفلسطيني. واستخلاص الدروس الفكرية والسياسية ما قد يؤسس لوعي فصائلي مختلف يقبل الآخر ولا يُقصيه تحت ادعاءات حصرية الدين أو المقاومة أوالوطنية.
3-مسار سياسي غير مرتبك، وغير غامض يضع دولة فلسطين المستقلة وتحريرها كبوابة لا يمكن تجاوزها لما بعدها (التتبيع والانصياع للإسرائيلي المهيمن، والامريكي المتواطيء).
4-مسار قانوني بالنظر لما أقرته محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، ومئات المنظمات والمؤسسات الحقوقية العالمية والأحزاب والجماعات والدول، ومقاطعة الإسرائيلي اقتصاديًا وخاصة المستعمرات (المستوطنات)، وتدفيع مجرمي الحرب ثمن أفعالهم كما أقرت الجنائية الدولية. ويرافقه مسار جماهيري حزبي إعلامي عالمي لا يتوقف حتى استرداد الحق الأصيل، وتعويض الناجين بغزة عما لحق بهم في العدوان.
5-مسار سياسي دبلوماسي عبر محفل الأمم المتحدة يجعل من الاعتراف من قبل مجلس الأمن بدولة فلسطين، وتنفيذ ذلك على الأرض بخطة واضحة أساسًا مقابل سحب الاعتراف بالدولة المعتدية التي ترفض تطبيق قرارالتقسيم رقم 181 عام 1948م، والقرارات ذات الصلة.
نختم بالقول أن المخططات التي تحيق بالقضية الفلسطينية قديمة ومتجددة، ولا يلبث من بين ركام الأفكار السوداء للعنصرية والإقصائية ونبذ الآخر ونفيه أن تظهرأشكال مقيتة من المجرمين والفاشيين، ما يستدعي الوحدة الفلسطينية وتقوية السد العربي، واستثمار النهضوية الأممية القائمة اليوم لأجل فلسطين ولأجل منطقتنا وسلام العالم وتدفيع القاتل ثمن جرائمه.
