X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
09/09/2011 - 05:09:51 am
خاطره في الطائرة بقلم: محمد حيدر
في تمام الساعه الثالثه والنصف اقلعت طائرتنا من نوع بوينغ 737-500 المتجهة من مدينة سامارا الروسية الى تل ابيب. كان اقلاع هادئ وجميل ولكن لا بد ان يرتابك الخوف مع انها المره العاشره لي على متن الطائره.
هناك من الوقت ما يقارب الاربع ساعات, جلست افكر وقلت لنفسي لما لا امسك بقلمي واكتب.. ولكن ماذا اكتب ؟!!
هل اكتب مشاعري اللتي لا استطيع تحديدها؟! ام اكتب عن مغامرات الغربه اللتي لا تعد ولا تحصى ؟! ام هل اكتب عن اللقاء؟! أأكتب عن الحب,أم الحياة ؟! أم الجسد؟! أم الروح ؟!... كفى! سأكتب عنكم انتم يا من تنتظرونني.
أبي اللذي ينتظر نداء المؤذن الى الصلاة ليبدأ بالدعاء لي, كأن كل دعاء من ادعية هذا الشيخ الوقور تدخل الى العقل وترسخ به لتصبح من أحد مركباته وتتابع طريقها لتشق مصفاة الجسم, نعم انها تشق القلب,هذا الدعاء اللذي يثلج الصدور.
أبي؟! ماذا عساني ان أكتب عن هذا الشخص اللذي فدى روحه وأفنى عمره بتقوى الله, انه لم يعش لنعيش نحن,انه لم ينعم بأوقات راحه لننعم بها نحن!
ما عساني أن أكتب عن هذا الانسان الملاك,حين تنظر اليه وهو يصلي حين يقف بين يدي الله عز وجل رغم أوجاع الظهر والارجل والديسكات, أقول في نفسي ما يجبرك يا ابي على الوقوف ان كان بوسعك الجلوس؟. ولكن لسان حاله يقول ان لم أقف لله عز وجل فلمن أقف؟!! سيبدلني ربي دار خير من داري وأهل خير من أهلي وأرجل خير من أرجلي. نعم انه هذا الاله العظيم الكريم الحنون على عباده.
أبي؟ لا يحلو لك الا الجلوس معه لتسمع منه ما يطيب القلب ويطرب الأذن وينعش الروح. كلماته تنزل عليك كأنها ندى الليل, تسمع حديثه اللذي يملأه الوقار والايمان.. انه يكلمك ولسان حالك يقول أرجوك أرجوك لا تتوقف, هل من مزيد؟! هل من مزيد لتغسل بكلماتك هذه الروح؟!
أشم رائحه طيبه, رائحة الجنه, انها من هنا تفوح نعم من هنا, انها طقيته وحطته البيضاء وعقاله الاسود. انها بدلته وصوت عكازه اللذي كنا ننتظره كل يوم كأننا ننتظر المهدي المنتظر.
أمي...امك ثم امك ثم امك ثم اباك.. صدقت يا رسول الله انها الام ,الام ,الام.
امي اللتي ربت وتعبت وعانت. ربت فأحسنت التربيه, تعبت وتعبت ولكن لم ترتاح,تعبت لاجلنا عانت من اجلنا.
هذه المرأه الصبوره اللتي سعت دائما لسعادتنا, سعت لنكون متعلمين ومثقفين, فهي أول من دعمني وأيدني للألتحاق بالجامعه وهي اللتي تدعمني وتشجعني حين ارفع بدوري سماعة الهاتف وأتصل بهم فتسرع هي بدورها لترفع يديها لتعانق السماء وتدعو بلسان ذاكر وقلب خاشع بهذا الدعاء: "الله يرضى عليك يما يا محمد, الله يجعل امامك نور وخلفك نور وعن يمينك نور وعن شمالك نور ومن فوقك نور ومن تحتك نور , الله ينجحك ويجعلك من المتفوقيين , ويجعلك بكل خطوه سلامه وبكل حرف نور".
بهذه الكلمات اللتي تخرج من القلب الى القلب ومن القلب الى المولى تعالى من دون اذن مسبق ومن دون جواز سفر ولا امن مطارات, انها تسافر الى سبع سماوات طباقا لينعمني ربي ويستجب لها الدعاء.
امي ذات العينين العسليتين , اللتان تشعان نورا ومحبه , انها دائما مبتسمه, مبتسمه رضى وصبر, مبتسمه للقضاء, ابتسامتها تبعث لك الامل...
الرجاء الجلوس وربط الاحزمه فهناك مطبات هوائيه قالها كابتن الطائره..
الرجاء الانتظار فالطائره لم تهبط والخاطره لم تكتمل وحبر قلمي لم ينتهي.... يتبع
Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت