X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
03/11/2011 - 10:46:14 pm
هؤلاء إخوتي بقلم جاسر الياس داود
موقع الغزال

سألني: بعدَك بِتآمن بالحياة المشتركة بين ابناء الطائفتين في هذه البلدة،اللي دايماً بتتكلم عنها في بعض مقالاتك،بعد اللي شُفنا في مصر بين العرب أنفسهن؟!!!

أجبتُهُ: ليس في عبلين فقط،بل في كل مكان يعيش فيه أبناء الطوائف العربية.

ثمَّ سألتُهُ:شو شُفِت أنتَ؟

أجاب:المسلمون يضربون الأقباط أي المسيحيين في مصر بدون رحمة.

قلتُ له:هَوِّن عليكَ يا أخي،المشكلة ليست كما تراها أنتَ والكثيرون من أمثالكَ. المشكلة ليست دينية ،فالمسلمون الذين اعتنقوا الإسلام بالوراثة عن آبائهم وأجدادهم،ولم يعملوا بحسب ما جاء في الكتاب المبين(القرآن الكريم)لا نعتبرهم مسلمين بل مُتَأسلمين،فهناك فرق شاسع بين هذه الكلمة وتلك.

وكذلك هذا بالنسبة للمسيحيين،فإنْ لم نعمل بأقوال سيدنا يسوع المسيح إبن مريم العذراء،وخاصة بعنصر المحبة والمسامحة التي نادى بها كثيراً،وضحّى رُسُلُهُ بحياتهم من أجل نشرها والعمل بحسبها،فإننا لا نعتبر أنفسنا مسيحيين بل مُتَمَمْسحين.

يا أخي السائل:الأقباط هم أبناء مصر قبل مجيء العرب المسلمين اليها في الفتوحات الإسلامية في النصف الأول من القرن السابع الميلادي،عندما دخلها عمرو بن العاص بأمرٍ من الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه،وكانت تُدعى بأرض الكنانة.

صحيح بأن هناك بعض المعتوهين بأفكارهم الشريرة من البلطجية(أغلبهم أو غالبيتهم  كانوا من المسجونين لإقترافهم جرائم مختلفة لايصفح لهم عنها لا الدين  ولا رجال الدين والدولة)وساندهم بعض المتشددين بالدين الإسلامي،والذين ينبذهم المسلمون المتنورون في مصر وفي العالم العربي والعالم الإسلامي،لعملهم وسلوكهم المغاير والبعيد عن تعاليم النبي العربي محمد بن عبد الله القريشي(صلى الله عليه وسلّم) وأحاديثه النبوية الشريفة.

المشكلة يا أخي السائل أعمق بكثير مما نتصوَّر،المشكلة سياسية لا دينيبة،فهي تتعلّق بنظام الحكم السائد في مصر،والذي يعمل بحسب قوانين الدولة العثمانية التي قهرَت وسلبت حقوق جميع الشعوب العربية من مسلمين ومسيحيين دون تفرقة،وكان همها الوحيد المحافظة على الدولة العثمانية بكل ثمن.

المؤسف ان النظام المصري بعد ثورة الضباط الأحرار بقيادة القائد العربي جمال عبد الناصروحتى نهاية عصر محمد حسني مبارك،لم يقم بتغيير القوانين التي تخص التعامل بحسبها مع مواطني مصر من الأقباط،وهذا كان خطأ من أخطاء ثورة الضباط الأحرار.واستمرت السلطة المصرية بالتعامل بحسبها، دون النظر الى ما يدور في العالم من تقدم في سن القوانين، التي تدعو الى المحافظة على حرية الأقليات ودمجها في حياة المجتمع الذي تعيش فيه.

ألَمْ تسمع يا أخي السائل عن الشاب العربي السوري المسيحي جول جمال،الذي حضر من سوريا الى مصر وهي تقاوم الهجوم الثلاثي عليها سنة 1956م،وتحدّث الى الرئيس الخالد جمال عبد الناصر وأفشى له عن سرِّ مجيئه الى مصر،وهو الاستشهاد من أجل أن تحيا مصر وشعبها بحرية؟!!!

لقد حاول الرئيس جمال عبد الناصر ثنيه ومنعه من تفجير نفسه،إلاّ أن هذا الشاب السوري قال:مصر وشعبها عرب مثلما أنا عربي،فالدين لله والوطن العربي لكل العرب.ثمَّ ذهب وفجّرَ نفسه وجسده الى أشلاء، مدمرا بهذا الاستشهاد إحدى الغواصات أو السفن الحربية،كي لا يهزم الأعداء والمعتدون الجبناء صمود الجيش والشعب المصري آنذاك.أتظن يا أخي السائل بأن الشعب المصري سينسى هذا الحدث؟!!!

أعود وأقول بأن المسألة وما حدث في الآونة الأخيرة في مصر،لم تكن طائفية دينية،لأن قسماً من المسلمين والمسلمات المتنورين والصادقين بدينهم الإسلامي،شاركوا إخوتهم الأقباط في مسيرتهم السلمية في ساحة أو منطقة اسبيرو،وهناك مَنْ رمَوْا بأجسادهم من المسلمين أمام البلطجية وبعض رجال الشرطة والجنود المصريين،صادقين وقاصدين بهذا العمل حماية اخوتهم من الأقباط،.وهناك البعض من رجال الشرطة الذين ضُرِبوا وجُرِحوا ونُقلوا الى المستشفيات، بسبب مهاجمة البلطجية لهم ساعة محافظتهم على النظام في هذه المسيرة السلمية،إذ لم يفرق البلطجية بين المسلمين والمسيحيين في مصر،وهذا ما شاهدناه في ثورة شباب ميدان التحرير بالقاهرة في بداية هذه السنة 2011م،عندما هاجم بعض البلطجين بالسيارات وسيارات الجيش وبالركوب فوق الجمال الشباب المعتصمين في ميدان التحرير.

هذا لا يعفي الجيش والشرطة من المسؤولية،وبحسب رأيي مَنْ يُحاكم الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك لاستعماله اليد الحديدية وقتل بعض المعتصمين في ميدان النتحرير،عليه أن يُحاكم المسؤولين عن هذا العمل، وعلى رأسهم أعضاء المجلس العسكري المصري الحاكم المؤقت بعد ثورة شباب ميدان التحرير وتخلي الرئيس المصري محمد حسني مبارك عن الحكم.

يا أخي السائل:لم تكن الثورة المصرية والتي يسمونها ثورة شباب ميدان التحرير يوماً من الأيام،ثورة دينية بقدر ما هي ثورة اجتماعية-اقتصادية،الهدف منها تغيير الوضع الاجتماعي والإقتصادي للشعب المصري الى الأحسن.

ألَمْ تقرأ أخي السائل ما كتبته الكاتبة والباحثة الفلسطينية ميرا جميل في صحيفة الصنارة بتاريخ 12/10/2011م على الصفحة 36؟ فقد قالت:ان تَحَكُّم الجهاز العسكري يشكِّل خطراً على مصير الثورة،وأخطر ما فيه ان الجهاز العسكري بصفته القوة الأكثر تنظيماً في الدولة،بات قادراً على فرض عقليته التي تخاف من التغيير

خوفاً من فقدان المكانة والتميّز والمصالح والحفاظ على حق الحسم السياسي والقانوني بدون رقابة،أو تدخل من أي قوة سياسية أخرى.ولا تتردّد المؤسسة العسكرية في خلق خلافات وقلاقل بين الفئات الاجتماعية المختلفة من أجل ضمان استمرار سطوتها.

ما يُنْكره اللواء محمود حجازي وهو عسكري ومسؤول كبير في الجيش المصري،مِن أن يكون الجيش المصري قد استخدم القوة المفرطة هو غير صحيح،لأن شهود العيان وما شاهدناه عبرشاشات التلفزيون،فإن مدرعة من الجيش كانت تحاول بل قامت بدهس بعض المتظاهرين الأقباط أثناء المظاهرة السلمية وما بعدها.

إذاً يا أخي السائل،لنفكّر قليلاً بعقلنا لا بعاطفتنا حول ما يحدث في مصر،ولنطالب كبني بشر،نريد الحياة الكريمة للجميع،لنطالب المسؤولين المصريين المنتخبين في الانتخابات المصرية القادمة،بتغيير القوانين العثمانية التي تخص أو تتحدث عن كيفية التعامل مع المواطنين المصريين من الأقباط،كي يشعر المواطن المصري القبطي بأنه مقبول على أخيه المصري المسلم وبالعكس،أي على المصري القبطي أيضاً أن يقبل أخاه المصري المسلم ،عندها تسود الألفة والمحبة الصادقة المجتمع المصري بكامله.

لهذا أقول لكَ يا أخي السائل،فلنقبَل بعضنا البعض، المسيحي ليقبَل أخاه المسيحي قبل أن يقبَل أخاه المسلم بصدق وأمانة ومحبة صادقة،وبعدها يقبَل ويتقبَّل أخاه المسلم كما قبل وتقبل أخاه المسيحي،وأيضاً هذا بالنسبة للمسلم فليقبَل ويتقبّل أخاه المسلم بصدق وأمانة ومحبة صادقة ونحن في أجواء عيد الأضحى المبارك على الجميع،وبعدها يقبل ويتقبّل أخاه المسيحي كما قبل وتقبّل أخاه المسلم ،ولنبعد الحقد والضغينة من قلوبنا ولنكن مؤمنين حقاً بسيدنا يسوع المسيح وبنبينا العربي محمد بن عبدالله القريشي(صلعم)، ولنعمل بحسب مشيئتهم وتعاليمهم،ولنقل كلنا اخوة في هذه الديار التي لا ديار لنا غيرها،لنكون قدوة لأولادنا ولأحفادنا وللأجيال القادمة.

لهذا بعد كل هذا الشرح،أقول لكَ يا أخي السائل، جوابي لكَ بخصوص الحياة المشتركة بين أبناء الطائفتين في بلدتي وفي كل مكان يتواجدون فيه،هذه الأبيات أو الكلمات:

قرع الناقوس وصوت الآذان يطيب لي      ويساؤلني هو أيهما الأفضلُ

هل لكَ من تمهّل يا هذا فإنكَ                   في درب الضلال والكفر تتغلغلُ

ربُّ العباد هو ربٌّ للجميع ولي                فهل لكَ بهذا السؤال تتمهلُ

ما عبدْتُ الصليب يوماً لأنني                  أكره أخي الانسان ولموته أتهلّلُ

عَبَدتُهُ لأني أومن بالانسان وحبّه             فالفادي عُلِّق فوقه وهو يتأمّلُ

بِمَحِْوِ الخطيئة والكراهية لصالبيه            ففداكَ وفدا أمثالك لا يُسائِلُ

يا هذا لِما لا تمضي وأنتَ قائِلُ                تستغفر الخالق ولأقواله تتأمّلُ

 

                                                                    عبلين 31/10/ 2011م     

Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت