X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
05/11/2011 - 08:21:39 pm
بدلاً من تكريمه بعد الخدمة... رَِمْيَة ... وآسفاه بقلم جاسر الياس داود
موقع الغزال

(رداً على خفافيش الظلام والذين"يُلَعلعون" ويتوشوشون لإحضار كاهن بدلاً من الكاهن اسبيريدون عواد كاهن طائفة الروم الأرثوذكس في قرية عبلين)

 

العُمْرُ طالبٌ في الصف السادس،كنتُ أنتظرُ بلهفة وصول الإيكونوموس ابراهيم سليم –أبو حبيب- بجانب بيتنا في مركز البلدة،لأرافقه الى كنيسة الروم الأرثوذكس على اسم العظيم في الشهداء جاورجيوس،ليقف أمام بابها ويمسك بكلتا يديه حبل الناقوس، ويقوم بقرعه وهو في الثمانين من العمر،ويقول لي بصوته الرخيم:تعلّم كيفَ يُقرع الجرس،ثلاثة- ثلاثة- ثلاثة ومن ثمّ سبع رنّات.

بعد قرع الجرس ندخل الكنيسة،وأقوم بتحضير البخور وإضاءة الشموع،ومن ثمّ يبدأ المصلون بالتوافد زرافات زرافات،ويحضر الشمامسة يعقوب عبيد،صالح سليم الذي كان يتلو صلاة أبانا ونؤمن،عودة عيسى عواد الذي كان يتلوأيضاً صلاة أبانا ونؤمن عند تغيّب صالح سليم عن الصلاة وسليم توفيق سليم رحمهم الله.

وكذلك كان يحضر الشمامسة شوقي يوسف حبيب،نور الياس توما حاج وعواد عودة عواد أطال الله في أعمارهم.

كان هذا الشماس عواد عودة عواد يعمل في الحقل والزراعة مثله مثل أغلبية أو غالبية سكان البلدة عبلين،يركب التراكتور رمادي اللون ويذهب الى الأرض يحرثها ويحضرها للزراعة،أمّا يوم الأحد صباحاً فكان يكرسه للعبادة والصلاة في الكنيسة.

كان أعضاء لجنة الوقف آنذاك، أي في زمن الكاهن ابراهيم سليم،طيبي الذكر يوسف حبيب حبيب،عودة عيسى عواد وعمي ايليا ابراهيم نشاشيبي رحمهم الله.وبعد وفاة عمي ايليا سنة 1965م حلّ مكانه في عضوية اللجنة أخوه طيب الذكر المرحوم جودت ابراهيم نشاشيبي.

لم نسمع يوماً من الأيام بأن هذه اللجنة تقاوم الكاهن ابراهيم،بل بالعكس،تماسكوا وتكاثفوا من أجل المحافظة على هذه الكنيسة والرعية،لم يبنوا الحجر قبل البشر،ولم نسمع أحداً منهم يوماً يقول:أنا عملتُ كذا وكذا.كانوا يعملون بهدوء ولمصلحة الكنيسة والرعية دون منةٍ "وتحميل جميل " لأحد،لأن الله لا يحب المرائيين.  

عندما عزموا على توسيع الكنيسة من الجهة الغربية في سنوات 1967/1968م،قاموا سويةً مع كاهن الطائفة طيب الذكر المرحوم ابراهيم سليم بزيارة بيوت البلدة،حاملين بأيديهم صورة مار جريس صغيرة الحجم هدية لكل بيت.

بعد وفاة الكاهن ابراهيم سليم سنة 1969م،وقع الاختيار في الطائفة الأرثوذكسية على أن يخلفه في هذا المنصب - الكهنوت – الشماس عواد عودة عيسى عواد(أبو عودة).  

بقي الكاهن عواد يعمل بالزراعة ليعيل عائلته الى جانب خدمته في الكنيسة،وكانت المرحومة الخورية نجلاء صالح عواد (سليم) تساعده مع بعض النسوة في خورس النساء.

عمل الكاهن عواد وتعامل مع أبناء الطائفة باحترام متبادل،احترمهم واحترموه وما زالوا،يقوم بواجبات أبناء الطائفة ويخدمهم دون منّة أو تنفّر أو احتقار -لا سمح الله-

يبتسم بصدق فرحاً بكل المناسبات ،إنْ كان عماداً أو خطوبةً أو زواجاً أو الدخول الى الهيكل(باللغة الشعبية تشِحْشِط).

بعد وفاة أعضاء اللجنة الثلاثة،يوسف حبيب حبيب وعودة عيسى عواد وعمي ايليا ابراهيم نشاشيبي رحمهم الله،انتخبت الطائفة لجنة مكونة من عدة أشخاص،عملت هذه اللجنة مدة تزيد على الثلاثين عاماً،ومن ثمّ انتخب المجلس الملّي الأرثوذكسي الذي تأملنا به وبأعضائه خيراً.

لم يمضِ وقت طويل على انتخاب أعضائه،حتى بدأ الصراع فاستقال مَنْ نال ثقة أبناء الطائفة ومنحوه أكثر وأعلى نسبة أصوات المصوتين،وهو السيد فيليب عيسى عواد - موظف البنك العربي في البلدة- وسبب من أسباب استقالته،لا يقبل ويرفض رفضاً تاماً العمل بطريق أو بطرق ملتوية،لأن انتخابه لم يكن الهدف منه مدّ اليد على أموال مار جريس التي إئتمنه عليها المنتخبون له،بل بالعكس،وكان يقول وما زال حتى هذا اليوم : هذا مال وقف إيانا والعبث به. لهذا فضَّلَ الاستقالة من المجلس الملّي الأرثوذكسي في البلدة تفادياً للإصطدام مع بعض الأشخاص من أعضاء هذا المجلس.

لا أريد أن أطيل الشرح في هذا الموضوع،لأنني سأقوم بنشر مقال آخر في المستقبل،فيه سأعالج وأناقش أعضاء المجلس الملي الأرثوذكسي هذا حول أمور كثيرة،فلِيَ الحق وكل الحق أن أناقشهم كواحد من الذين انتخبوا بعض أعضاء هذا المجلس،وأن نطلب توضيحات حول أمور كثيرة تخصُّ الطائفة المسيحية الأرثوذكسية في هذه البلدة،كي لا نصبح مثل بعض أبناء الطائفة المسيحية الكاثولكية في عبلين، والذين لا يهدأ لهم بال حتى "يعوفوا ثوبه" لأي كاهن يحضر لخدمتهم،لأن مثل هذا النفر من البشر همهم محاربة الكهنة،غير آبهين أو مهتمين للجانب المقدس ولقدسية الثوب الذي يرتديه الكاهن. ولا يحسبن هؤلاء النفر من الطائفة المسيحية الكاثوليكية أنهم بهذا العمل هم أبطال،وأذكِّرُهُم بما يقول الإنجيل المقدّس :ويلٌ للذي لا يُبَشِّرُ.

كما وأودُّ أن أقول للبعض من أعضاء المجلس الملّي الأرثوذكسي في هذه البلدة،لا يُحْتَرَمُ الانسان بكرسيه بل يُحترم الكرسي بإنسانه.

نعم أيها الاخوة في هذا المجلس،(الصالِح برُوح بعَزى الطالِح) بدلاً من أن تقوموا بتكريم شخص الكاهن اسبيريدون عواد لعطائه ولخدمته لأبناء طائفته على مدار أربعين عاماً،وما زال يعطي حتى هذا اليوم، ويرنم ويرتل الصلوات من أجلكم ومن أجل جميع المؤمنين بصوته الرخيم وبمعاملته المبنية على الاحترام المتبادل بينه وبين أبناء الطائفة والطوائف الأخرى في هذه البلدة،يقوم البعض بِ " اللعلعة والتوشوش" وهم واقفون أمام الهيكل المقدس. فأيّ صلاة يا هذا؟!!!وأي احترام للمكان الذي تقف به وأمامه؟!!! أيّ يسوع أنتَ تعبد؟!!!

وأود هنا أن ألفت نظر هؤلاء من أعضاء المجلس الملي الأرثوذكسي في هذه البلدة،الى حقيقة وهي لا يحقّ لأيٍ من أبناء طائفتنا الأرثوذكسية خلع كاهن وإبطال حقّه في ومن الصلاة في كنيستنا بالبلدة عبلين،وتعيين كاهن آخر بدلاً منه،لأن هذا العمل هو من صلاحيات البطريرك الأرثوذكسي أو مَنْ يوكله بهذا العمل.

نعم لا سلطة ولا حقّ لكم في تعيين الكهنة،فعليكم أن تعرفوا حدود وصلاحيات أعمالكم.

لهذا يجب وواجب أن يسود الاحترام الصادق والصدوق بينكم أولاً يا أعضاء المجلس الملّي الأرثوذكسي،ومن ثمّ بينكم وبين الكاهن والشمامسة،وبينكم وبين أبناء الطائفة الأرثوذكسية والكاثوليكية في هذه البلدة،ومن ثمّ بينكم وبين أبناء الطائفة الإسلامية في هذه البلدة،فهم شركاؤنا في هذه الحياة المشتركة في هذه البلدة العامرة والتي ستبقى عامرة بأهلها الصالحين والمخلصين لها ولأبنائها.

أرجو أن أكون قد أوصلتُ رسالتي لكم يا بعض أعضاء المجلس الملّي الأرثوذكسي في هذه البلدة،وأذكركم بأن الله عزّ وجلّ مع عبده الانسان ما دام هذا العبد مع أخيه الانسان.

وأنتهز حلول عيد الأضحى المبارك يوم الأحد القادم(غداً) 6/11/2011م لأقدم باسمي وباسم الذين يؤمنون بالحياة المشتركة بين طوائف هذه البلدة،أقدم أجمل التهاني والتبريكات لأخوتنا ولشركائنا في هذه الحياة المشتركة ببلدتنا عبلين وفي كل البلاد العربية والاسلامية،آملاً ومتأملاً وداعياً الله عزّوجلّ أن يحلّ السلام في ربوع بلادنا والبلاد العربية والاسلامية وفي أنحاء العالم – آمين.

 

وكل عام والجميع بألف خير  

                         

                        الداعي لكم بالخير

                      أخوكم بالإيمان  

                                                    جاسر الياس داود 

                                                   عبلين 5/11/2011م

Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت