X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
12/11/2011 - 02:29:05 am
مداخلة في الرد على مقالة الاستاذ جاسر داود والمعقبين عليها:الحوار البنّاء والجدل البيزنطيّ
موقع الغزال
بداية أودّ أن أشرح الجزء الثاني من العنوان، كي يكون مادة مساعدة على توضيح الفكرة التي سأوردها هنا، في هذه المداخلة بعد نشر مقالة الأستاذ جاسر داود وردّ الأب اسبيريدون عواد وتعقيبات القراء.. 
هناك روايات عديدة عن أصل المثل، وسأكتفي بذكر روايتين تتفقان على مكان حدوث الحكاية.
يحكى أن مدينة بيزنطة كانت محاصرة من جيش قويّ، أثار الهلع والخوف والجوع بين سكانها الذين لم يجدوا حلاًّ لهذا الحصار سوى الاستنجاد برأي الرئاسة الروحية في المدينة، المتمثلة بمجموعة رهبان الدير في وسط المدينة. انطلق الناس الى الدير يطلبون المساعدة، فلم يستطيعوا الدخول بحجة أنّ الرهبان كانوا في جلسة طويلة يناقشون قضية شائكة تتعلق بقضية لاهوتية شائكة (وهنا الاختلاف في الرواية):
الاولى: هل الملاك ذكر أم أنثى؟
الثانية: كم عدد الملائكة الذين يستطيعون الوقوف معًا على رأس إبرة؟
واستمرّ الرهبان في نقاشهم حتى دخل الجيش المدينة ودمرها... انتهت الرواية!
وعودة إلى الجزء الأول من العنوان: "الحوار"؛ وهو موضوعنا، وكنت قد تناولت هذا الموضوع كثيرًا، لأهميته ولحاجتنا إلى إجراء حوار على أسس الاحترام المتبادل وتوخي الدقة في المعلومات وعدم المسّ بالمشاعر.
قرأت مقالة الأستاذ الزميل جاسر داود ولا أشكّ في نواياه الصادقة والطيبة حين اراد مناقشة بعض القضايا المتعلقة والدائرة في فلك المجلس الملّيّ الأورثوذكسيّ الوطنيّ في عبلين، وبعض هذه الأسئلة يتناقلها الناس بزيادة ونقصان بصوت خفيّ أحيانًا، وبصوت عالٍ أحيانًا أخرى. وأعجبتُ بما ذكره عن الأجداد الذين واظبوا على خدمة الطائفة والأوقاف، فهذا يُعْلِم النشء الصغير بما فعله هؤلاء (وهو بحدّ ذاته ضرورة لتواصل الأجيال). فالأسماء التي ذُكِرت قليل من الشبان يعرفونها، ومهمتنا أن نذكر ونذكّر مرة ومرات كي نحافظ على الموروث الاجتماعي والثقافيّ لقريتنا الحبية.
لكنني لا أوافقه الرأي في أنّ لجان الوقف على مرّ السنوات الماضية كانت دائمًا على اتفاق مع الكاهن الطيب الذكر الأب إبراهيم سليم الذي أقدره وأحترمه، فهناك عدة حالات اتّخذ فيها أعضاء لجنة الوقف موقفًا معارضًا للكاهن، وهذا شرعي ومقبول إن كانت المعارضة من هذا الطرف أو ذاك تصبّ في النهاية في مصلحة أبناء الرعية. لكنني لم أسمع عن نوايا عدوانية سيئة حملها أعضاء اللجان المتعاقبة للكاهن.
لقد تسرّع زميلي كاتب المقالة -حسب رأيي-  بإصدار الأحكام، دون الرجوع إلى أصحاب الشأن اليوم المتمثلين بقدس الأب إسبيريدون عواد (أطال الله في عمره وحفظه بالصحة والعافية) وأعضاء المجلس المليّ. وحريّ بك، أستاذي العزيز، أن تسأل وتبحث عن تفاصيل أدقّ قبل النشر، وألاّ تكتفي بما يقوله هذا أو ذاك!
لم أسمع أن أعضاء المجلس المليّ يريدون أن يخلعوا قدس الأب إسبيريدون عواد وأن يعيّنوا كاهنًا بدلاً منه! فأبناء الطائفة الأورثوذكسية يكنّون للأب عواد كلّ الاحترام والمحبة ويدعون له بطول العمر، وجميعنا يعترف أمام القاصي والداني بدرايته ودقّته في الألحان الكنسية الشرقية، وبصوته الرخيم، ولا أظنني أبالغ إن قلت إنّه الأوّل بين الكهنة في هذا المجال.
هذا ليس دفاعًا عن المجلس المليّ، وإنما هذا ما أعرفه وهذا ما قاله أبونا عواد في ردّه على مقالتك.
ليتك تريثت قليلاً وسألت وفحصت!
ثم لماذا هذا الخلط بين كل الأوراق؟!
من أين لك المعرفة، يا صديقي، بأنّ "بعض أبناء الطائفة المسيحية الكاثوليكية في عبلين والذين لا  يهدأ لهم بال حتى "يعوفوا ثيابه" لأيّ كاهن يحضر لخدمتهم"؟! ألا تعتقد أنك تتجنى كثيرًا على بعض الناس؟! وكيف يتفق هذا معك ومع قول السيد المسيح: "لا تدينوا حتى لا تُدانوا"؟!
كان الأحرى بك -وأنت الأستاذ- أن تتروى قليلاً/كثيرًا قبل النشر، ولو فعلت لعدلتَ عن نشره بهذه الصورة!
ومع ذلك، إن كنت متأكدًا من أنّ السبب في استقالة الأخ فيليب عواد هو" رفضه مدّ اليد"    (يعني الاختلاس!) إلى أملاك الوقف، كان عليك أن تحثه على أن يوضّح هذه القضية هو بنفسه أمام الجميع (هذا إن كان قد استقال أصلاً!). لا أظنك قصدت أن تتهم أصلاً أحدًا بالاختلاس، وأنت المربي والمعلم الذي يبحث عن الحقيقة قبل نقلها إلى الطلاب، فهل بحثت هذا الأمر قبل نشره؟!
لكني أوافقك الرأي على أن الكثير من القضايا والحكايات والشائعات تدور بين الناس تتعلق بعمل المجلس الملي، وعلى أعضاء المجلس أن يشاركوا أبناء الطائفة الأورثوذكسية بالمستجدات والمشاريع والمشاكل العالقة، فأعضاء المجلس هم مسؤولون يتحملون المسؤولية والمساءلة..
وعليه، ليت أعضاء المجلس المليّ يستمعون إلى همسات الناس المطالبة بنشر الأنشطة والمشاريع والميزانية وتعديل الدستور وتقديم التقارير عن عمل اللجان المختلفة وجودتها وعن كثير من الأمور التي تخص أبناء الطائفة الأورثوذكسية، وألاّ يدعوا بذور الشكّ تكبر في النفوس، إذ حينها يصعب اجتثاثها! هذا النشر يجب أن يكون لجميع أبناء القرية حسب رأيي، لأنّ أبناء قريتنا طيبون وشارك العديد منهم، من كل الطوائف، في بناء وترميم القاعات والكنيسة ولهم الحق في المعرفة. إنّ الشفافية هي أساس المصداقية في العمل الجماهيري.
وهمسة الى الذين يعقبون على المقالات بشكل عام وعلى مقالة الاستاذ جاسر (وأظنهم سيعقبون على مقالتي هذه): آمل أن يبتعدوا عن التجريح والإهانات والتخفي خلف الأسماء المستعارة، فإن كانت الكلمة حرّة صادقة "قلها وامشِ" ولا تخف، وإلاّ فلا! فهذا لا يخدم الموضوع، وإنما يؤجج النفوس ويثير الضغينة والأحقاد، وما أحوجنا نحن أبناء هذا البلد الحبيب الى التكاتف والالتفاف حول المصالح المشتركة والابتعاد عن العنف الكلامي والجسدي والنفسي.
سهيل جميل الحاجّ
عبلين في11/11/11



Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت